عمر يقول بالغيبة ويقول بالرجعة فماذا يقول العمريون ؟ لقد مرّت في بعض صور الحديث لمحات عابرة ، ذات دلالة معينة ، وهي تكفي لإدانة منكري الغيبة والرجعة ، والذين كثر منهم الهرج والمرج على الشيعة لقولهم بالغيبة وبالرجعة ، فنسبوا إليهم كلّ قبيح ، وأكثروا التشنيع والتبديع ، ولسنا في مقام اثبات صحة عقيدة الغيبة والرجعة ، وامكان وقوعها ، ومن نافلة القول الخوض فيما أثبته الله سبحانه في كتابه بقوله تعالى : * ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ) * [1] وليس يعني ذلك الحشر يوم القيامة ، لأن ذلك قال فيه : * ( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ) * [2] فإذن هو حشر خاص [3] . كما قال في الغيبة في موسى عليه السلام واستدل بذلك عمر نفسه لقوله تعالى : * ( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) * [4] .