الناس ليس البرّ بإيضاع الخيل ولا الركاب ) ، قال : فما رأيت من رافعة يديها غادية حتى نزل جَمعاً . وقال : لم ينزل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) من عرفات وجَمع إلاّ أريق الماء » [1] . 17 - أخرج ابن كثير في السيرة النبوية ، والبلاذري نقلاً عن البخاري بسنده عن ابن عباس قال : « أنا ممّن قدّم النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ليلة المزدلفة في ضَعفَة أهله » [2] . 18 - أخرج ابن كثير نقلاً عن أحمد بسنده عن ابن عباس قال : « قدّمنا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أغيلمة بني عبد المطلب على حُمراتنا فجعل يلطخ - يضرب ببطن كفه - أفخاذنا بيده ويقول : اَبَنيَّ لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس ، قال ابن عباس ما أخال أحداً يرمي الجمرة حتى تطلع الشمس » [3] . 19 - أخرج ابن سعد بسنده عن ابن عباس قال : « قال لي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) غداة العقبة ( ألقط لي ) [4] فلقطت له حصى الحذف ، فلمّا وضعتهنّ في يده قال : ( نعم بأمثال هؤلاء ، وإياكم والغلوّ إنّما هلك مَن كان قبلكم بالغلوّ في الدين ) » [5] .
[1] السيرة النبوية 4 / 358 . [2] السيرة النبوية 4 / 362 ، وانساب الاشراف ( ترجمة ابن عباس ) . [3] السيرة النبوية 4 / 362 . [4] لقد مرّ ان ابن عباس ( حبر الأمة ) ممّن قدّمه النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ليلة العقبة مع أغيلمة بني عبد المطلب وضعفة أهله إلى منى وأوصاهم أن لا يرموا الجمرة حتى تطلع الشمس ، فكيف يصح ما رواه ابن سعد عنه ان النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قال له غداة العقبة القط لي - يعني حصى الحذف - والالتقاط انما يستحب أن يكون من المزدلفة ؟ فربّما كان المراد بابن عباس في هذا الحديث هو الفضل بن العباس الّذي سيأتي ما يدل على أنّه بقي مع النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وروى عنه ما قاله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) للناس حين دفعوا من المزدلفة وروى ذلك عنه أخوه حبر الأمة . أو أن الألتقاط كان بمنى ، والأول هو الأقرب . [5] طبقات ابن سعد 2 ق 1 / 130 .