responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة عبد الله بن عباس نویسنده : السيد محمد مهدي الخرسان    جلد : 1  صفحه : 191


فقال : ( أسقني ) فشرب منه ، ثمّ أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها فقال : ( أعملوا فإنكم على عمل صالح ثمّ قال : لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع على هذه ، يعني عاتقه وأشار إلى عاتقه ) » [1] .
28 - وأخرج أحمد [2] ، والطيالسي [3] ، والبلاذري [4] ، واللفظ له بأسناده عن أبي حمزة قال : سمعت ابن عباس يقول : « مرّ بي رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم وأنا ألعب مع الغلمان ، فاختبأت منه خلف باب فدعاني فحطأني حطأة [5] ثمّ بعثني إلى معاوية ، فرجعت إليه فقلت : هو يأكل ، ثمّ بعثني إليه فقلت : هو يأكل بعدُ ، فقال النبيّ صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم : ( لا أشبع الله بطنه ) » .
قال أبو حمزة : فكان معاوية بعد ذلك لا يشبع » [6] .



[1] المعجم الكبير 11 / 273 .
[2] مسند أحمد 1 / 240 و 291 و 335 و 338 .
[3] مسند الطيالسي 2 / 359 .
[4] أنساب الأشراف 1 ق 4 / 125 - 126 .
[5] الحطأة : التحريك مزعزعاً ، وحطأ فلانا ضرب ظهره بيده مبسوطة ( قطر المحيط ) .
[6] روى ذلك أيضاً ابن عبد البر في الاستيعاب ، وأبن الأثير في أسد الغابة ، والذهبي في سير أعلام النبلاء كلّهم في ترجمة معاوية ، ورواه غيرهم من المؤرخين كابن كثير ، وقد ذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 11 / 121 عن طريق أبي داود الطيالسي في مسنده وقال : وهذا إسناد صحيح رجاله كلّهم ثقات رجال مسلم ، وفي أبي حمزة القصاب وأسمه عمران بن أبي عطاء كلام من بعضهم لا يضرّه فقد وثقه جماعة من الأئمة منهم أحمد وابن معين وغيرهما ، ومن ضعّفه لم يبيّن السبب فهو جرح مبهم غير معقول ، وكأنه لذلك أحتج به مسلم وأخرج له هذا الحديث في صحيحه 8 / 27 من طريق شعبة عن أبي حمزة القصّاب به وأخرجه أحمد 1 / 240 و 291 و 335 و 338 عن شعبة وأبي عوانة عنه به دون قوله : ( لا أشبع الله بطنه ) وكأنه من أختصار أحمد أو بعض شيوخه وزاد في رواية ( وكان كاتبه ) وسندها صحيح . ثمّ قال : وقد يستغل بعض الفرق هذا الحديث ليتخذوا مطعناً في معاوية وليس فيه ما يساعدهم على ذلك ، كيف وفيه أنّه كان كاتب النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ولذلك قال الحافظ ابن عساكر 16 / 249 / 2 إلى أنّه أصح ما ورد في فضل معاوية ، فالظاهر أن هذا الدعاء منه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) غير مقصود ؟ بل هو ما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نيّة . أقول : وأستمر في محاولة تبريره لجعل الدعاء لمعاوية لا عليه وإن أدّى ذلك على حساب مقام النبوة فيقول : ويمكن أن يكون منه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بباعث البشرية وساق بعض ما رواه مسلم في نفس الباب الّذي عنونه - باب من لعنه النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أو سبّه أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجراً ورحمة - ثمّ حلل قوله النبوي في شرحه لمسلم : وأمّا دعاؤه على معاوية ففيه جوابان : أحدهما : أنّه جرى على اللسان بلا قصد . والثاني : أنّه عقوبة له لتأخره ، وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه ، فلهذا أدخله في هذا الباب وجعله غيره من مناقب معاوية لأنّه في الحقيقة يصير دعاء له . إلى آخر كلامه الّذي جرى فيه على هواه في معاوية شأن غيره من علماء التبرير ولا يخفى ما في ذلك من اتباع الهوى على القارئ البصير . ولهؤلاء من التنطع في المقام ما يبعث على القرف والأشمئزاز ، بعد أن لم يسعهم الطعن في الأسناد ، فجهدوا في تأويل المتن والأستفادة منه ، وجعلها فضيلة لمعاوية ، ولكن الذهبي وغيره لم يرضهم التأويل فقال الذهبي في سير أعلام النبلاء هذا - يعني الحديث - ما صح والتأويل ركيك ، راجع صحيح مسلم باب البر والصلة ستجد ما ينسب إليه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) من قوله : ( اللّهم من سببته أو شتمته من الأمة فأجعلها له رحمة ) ، سير أعلام النبلاء 4 / 287 ط دار الفكر .

191

نام کتاب : موسوعة عبد الله بن عباس نویسنده : السيد محمد مهدي الخرسان    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست