قال : والله ما سلّمت الأمر إليه إلاّ إنّي لم أجد أنصاراً ، ولو وجدت أنصاراً لقاتلته ليلى ونهاري حتّى يحكم الله بيني وبينه ، ولكنّي عرفت أهل الكوفة وبلوتهم ، ولا يصلح لي منهم من كان فاسداً ، إنّهم لا وفاء لهم ولا ذمّة في قول ولافعل ، إنّهم لمختلفون ، ويقولون لنا : إنّ قلوبهم معنا وإنّ سيوفهم لمشهورة علينا ، قال : وهو يكلّمني إذ تنخع الدّم ، فدعا بطست فحمل من بين يديه ملىء ممّا خرج من جوفه من الدّم . فقلت له : ما هذا يا ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إنّي لأراك وجعاً ؟ قال : أجل دسّ الىّ الطّاغية من سقاني سمّاً فقد وقع على كبدي وهو يخرج قطعاً كما ترى . قلت : أفلا تتداوى ؟ قال : قد سقاني مرّتين وهذه الثّالثة لا أجد لها دواء ، ولقد رقى الىّ : إنّه كتب إلى ملك الرّوم يسأله أن يوجّه إليه من السّمّ القتّال شربة ، فكتب إليه ملك الرّوم : لا يصلح لنا في ديننا أن نعن على قتال من لا يقاتلنا . فكتب إليه أنّ هذا ابن الرّجل الّذي خرج بأرض تهامة ، وقد خرج يطلب ملك أبيه ، وأنا أريد أن أدسّ إليه من يسقيه ذلك فأريح العباد والبلاد منه ، ووجّه إليه بهدايا وألطاف فوجّه إليه ملك الرّوم بهذه الشربة الّتي دسّ فيها فسقيتها واشترط عليه في ذلك شروطاً . ( 1 ) [ 717 ] - 10 - وقال أيضاً : وروى أنّ معاوية دفع السّمّ إلى امرأة الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) جعدة بنت الأشعث فقال لها : " اسقيه فإذا مات هو ، زوّجتك ابني يزيد " فلمّا سقته السّمّ ومات ( عليه السلام ) جاءت الملعونة إلى معاوية الملعون فقالت : " زوّجنى يزيد " فقال : " اذهبي فإنّ امرأة لم تصلح للحسن بن عليّ لا تصلح لابني يزيد " . ( 2 )