طاعتك فكلّ أجاب إليك وسلم الأمر لك وإنّي لأعرف خلاف قولهم فإذا قبضت وفرغت من جميع ما وصيّتك به وغيبّتني في قبري فالزم بيتك واجمع القرآن على تأليفه والفرائض والأحكام على تنزيله ثمّ امض ذلك على عزائمه وعلى ما أمرتك به وعليك بالصّبر على ما ينزل بك منهم حتّى تقدم علىّ . ( 1 ) [ 55 ] - 12 - وأضاف المجلسيّ : وبالإسناد المتقدّم عن عيسى الضّرير ، عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : قلت لأبى : فما كان بعد خروج الملائكة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : فقال : ثمّ دعا عليًّا ; وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) وقال لمن في بيته : اخرجوا عنّي ، وقال لاُمّ سلمة : كوني على الباب فلا يقربه أحد ، ففعلت ، ثمّ قال : يا عليّ ادن منّي فدنا منه فأخذ بيد فاطمة فوضعها على صدره طويلاً ، وأخذ بيد عليّ بيده الأخرى فلمّا أراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الكلام غلبته عبرته ، فلم يقدر على الكلام ، فبكت فاطمة بكاءً شديداً وعليّ والحسن والحسين : لبكاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالت فاطمة : يا رسول الله قد قطّعت قلبي ، وأحرقت كبدي لبكائك يا سيّد النّبيّين من الأوّلين والآخرين ، ويا أمين ربّه ورسوله ويا حبيبه ونبيّه ، من لولدي بعدك ؟ ولذلّ ينزل بي بعدك ، من لعليّ أخيك ، وناصر الدّين ؟ من لوحي الله أمره ؟ ثمّ بكت واكبّت على وجهه فقبّلته ، وأكبّ عليه عليّ والحسن والحسين ( عليهم السلام ) فرفع رأسه ( صلى الله عليه وآله ) إليهم ويدها في يده فوضعها في يد عليّ وقال له : يا أبا الحسن هذه وديعة الله ووديعة رسوله محمّد عندك فاحفظ الله واحفظني فيها ، وإنّك لفاعله يا عليّ هذه والله سيّدة نساء أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين ، هذه والله مريم الكبرى أما والله ما بلغت نفسي هذا الموضع حتّى سألت الله لها ولكم فأعطاني ما سألته يا عليّ أنفذ لمّا أمرتك به فاطمة فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل ( عليه السلام ) وأعلم يا عليّ إنّي راض عمّن رضيت عنه ابنتي فاطمة وكذلك ربّي وملائكته يا عليّ ويل لمن ظلمها وويل لمن ابتزّها حقّها وويل لمن هتك حرمتها وويل لمن أحرق بابها ، وويل لمن آذى خليلها ، وويل لمن شاقّها وبارزها ، اللّهمّ إنّي منهم بريء ، وهم منّي برآء ،
1 . خصائص أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : 55 ، الطرف لابن طاووس : 24 ، البحار 22 : 482 ح 30 .