قال مجالد : دُعى لعلىّ الكندي وكان طبيباً فدعا بريّة فأخذ منها قديدة لطيفة فيها عرقها ثمّ نفخها ودسّها في جرحه ثمّ أخرجها فإذا عليها من دماغه فقال : اعهد يا أمير المؤمنين [ عهدك فانّه ] لا يعالج مثلك . فقال عليّ عند ذلك : إن أمت [ من ضربته هذه ] فاقتلوه فإنّها النّفس بالنّفس وإن عشت فسأرى رأيي . ( 1 ) [ 607 ] - 6 - قال الطّوسيّ : أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ ، قال : حدّثنا أبوالعبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ قال : حدّثنا عوانة موسى بن يوسف القطّان الكوفيّ ، قال : حدّثنا محمّد بن سليمان المقرئ الكنديّ ، عن عبد الصّمد بن عليّ النّوفليّ ، عن أبي إسحاق السّبيعي ، عن الأصبغ بن نباتة السعديّ ، قال : لمّا ضرب ابن ملجم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) غدونا عليه نفر من أصحابنا ، أنا والحارث وسويد بن غفلة وجماعة معنا ، فقعدنا على الباب فسمعنا البكاء فبكينا ، فخرج إلينا الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) فقال : يقول لكم أمير المؤمنين : انصرفوا إلى منازلكم ; فانصرف القوم غيري ، فاشتدّ البكاء من منزله ، فبكيت وخرج الحسن ( عليه السلام ) وقال : ألم أقل لكم انصرفوا . فقلت : لا والله يا بن رسول الله ما تتابعني نفسي ، ولا تحملني رجلي أن أنصرف حتّى أرى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : وبكيت فدخل فلم يلبث أن خرج فقال لي : ادخل ; فدخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فإذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء ، قد نزف واصفرّ وجهه ما أدرى وجهه أصفر أم العمامة ، فأكببت عليه فقبّلته وبكيت ، فقال لي : لا تبك يا أصبغ ، فإنّها والله الجنّة . فقلت له : جعلت فداك إني أعلم والله إنّك تصير إلى الجنّة وإنّما أبكي لفقداني إيّاك يا أمير المؤمنين ، جعلت فداك حدّثني بحديث سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فإنّي أراك لا أسمع منك حديثاً بعد يومي هذا أبداً . قال : نعم يا أصبغ ، دعاني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً فقال لي : يا عليّ ، انطلق حتّى تأتي
1 . مقتل ابن أبي الدّنيا : 43 ح 29 ، الاستيعاب - بحاشية الإصابة - 3 : 62 بسند وتعبير آخر .