فملكتني عيناي ، فسنح لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقلت : يا رسول الله ماذا لقيت من أمّتك من الاَوَد واللّدد - الأود : العوج . واللّدد : الخصومات - فقال لي : ادع عليهم . قال : قلت : اللّهمّ أبدل لي بهم من هو خير منهم ، وأبدلهم بي من هو شرّ منّي . فجاء ابن النّبّاح فآذنه بالصّلاة فخرج وخرجت خلفه فاعتوره رجلان فأمّا أحدهما فوقعت ضربته في الطّاق ، وأمّا الآخر فأثبتها في رأسه . ( 1 ) [ 591 ] - 5 - قال البلاذرىّ : روى عن الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) قال : أتيت أبي سحراً فجلست إليه فقال : إنّي بتّ اللّيلة أرقاً ; ثمّ ملكتني عيني وأنا جالس فسنح لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقلت له : يا رسول الله ماذا لقيت من أُمّتك من الأود واللّدد ؟ فقال : ادع عليهم فقلت : اللّهمّ أبدلني بهم خيراً لي منهم وأبدلهم بي شرّاً لهم منّي . ودخل ابن النّبّاح عليه فقال : الصّلاة . فأخذت بيده فقام ومشى ابن النّبّاح بين يديه ومشيت خلفه ، فلمّا خرج من الباب نادى أيّها النّاس الصّلاة الصّلاة ، وكذلك كان يصنع في كلّ يوم ، ويخرج [ كذا ] ومعه درّته يوقظ النّاس ، فاعترضه الرّجلان ، فرأيت بريق السّيف وسمعت قائلا يقول : الحكم يا عليّ لله لا لك . ثمّ رأيت سيفاً ثانياً ، فأمّا سيف ابن ملجم فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه ، وأمّا سيف ابن بجرة فوقع في الطاق وقال عليّ : لا يفوتّنكم الرّجل . فشدّ النّاس عليهما من كلّ جانب ، فاما شبيب بن بجرة فأفلت ، وأمّا ابن ملجم فأخذ وأدخل على عليّ ( عليه السلام ) ، فقال أطيبوا طعامه وألينوا فراشه ، فإن أعش فأنا ولىّ دمى فإمّا عفوت وإمّا اقتصصت ، وإن أمت فألحقوه بي ولا تعتدوا إنّ الله لا يحبّ المعتدين . ( 2 )
1 . تاريخ ابن عساكر 3 : 360 ، ح 1417 ، الكامل في التاريخ 2 : 434 من قوله خرجت البارحة باختلاف يسير ، الفصول المهمة : 132 ، نهج البلاغة : 99 خ 70 . 2 . انساب الاشراف 2 : 494 ح 529 ، تاريخ الطبري 3 : 156 عن محمّد بن الحنفّية مع تفاوت ، تاريخ ابن عساكر 3 : 362 ح 1420 وفي آخره الحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ، أسد الغابة 4 : 119 و 120 ، تذكرة الخواص : 159 مع اختلاف ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6 : 112 إلى قوله " شراً لهم منّي " ، تاريخ الإسلام للذهبي : 649 مع اختلاف في الالفاظ ، الصواعق المحرقة : 205 .