والله الله في أصحاب نبيّكم ( صلى الله عليه وآله ) الّذين لم يحدثوا حدثاً ولم يؤوا محدثاً فإنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أوصى بهم ولعن المحدِث منهم ومن غيرهم والمؤى للمحدث والله الله في النّساء وما ملكت أيمانكم لا تخافنّ في الله لومة لائم فيكفيكم الله من أرادكم وبغى عليكم فقولوا للنّاس حُسناً كما أمركم الله ، ولا تتركنّ الأمر بالمعروف والنّهى عن المنكر فيولّى الله الأمر أشراركم وتدعون فلا يستجاب لكم ، عليكم يا بَنىّ بالتّواصل والتّباذل والتّبار ، وإيّاكم والنّفاق والتّدابر والتّقاطع والتّفّرق ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ( 1 ) حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيّكم ، استودعكم الله واقرأ عليكم السّلام ، ثمّ لم يزل يقول : لا إله إلاّ الله حتّى قُبض ( عليه السلام ) في أوّل ليلة من العشر الأواخر من شهر رمضان ليلة إحدى وعشرين ليلة جمعة سنة أربعين من الهجرة وزاد فيه إبراهيم بن عمر قال : قال أبان : قرأتها على عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال عليّ بن الحسين : صدق سليم . ( 2 ) [ 574 ] - 8 - قال ابن أعثم : وجعل الطّبيب يختلف إلى عليّ واشتدّت العلّة به جدّاً فأحسّ من نفسه بالموت ، وعلم أنّه لا ينتعش من مصرعه ، فدعا بابنيه الحسن والحسين وأقعدهما بين يديه ، ودعا أيضاً بمن حضر من ولده وأهل بيته وأقبل عليهم بوجهه . فقال : يا بنىّ ؟ إنّي موصيكم بتقوى الله وطاعته ، وأن لا تبغوا هذه الدّنيا وإن بغتكم على شئ زوى عنكم ، وقولوا الحقّ ولو على أنفسكم ، وارحموا اليتيم وأطعموا المسكين ، وأشبعوا الجائع ، واكنفوا الضائع ، وكونوا للظّالم خصماً وللمظلوم أعواناً ، ولا تأخذكم في الله لومة لائم . ثمّ التفت إلى ابنه محمّد ابن الحنفية فقال : يا بنىّ ! فهمت ما أوصيت به أخوتك وغيرهما ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ! فقال عليّ ( عليه السلام ) : فإنّى موصيك بمثل ذلك
1 . المائدة : 2 . 2 . التهذيب 9 : 176 ح 714 ، مقتل ابن أبي الدّنيا : 45 ح 30 ، الكافي 7 : 51 ح 7 ، المعجم الكبير للطبراني 1 : 101 ح 168 ، تاريخ الطبري 3 : 158 ، نهج البلاغة الكتاب : 47 ، كشف الغمة 1 : 431 ، شرح نهج البلاغة 6 : 120 ، البحار 42 : 248 ح 51 مع تفاوت كثير في العبارت .