كشحاً . . . أرى تراثي نهباً حتّى مضى الأوّل لسبيله فأدلى بها إلى ابن الخطّاب بعده . . . فيا عجباً ! ! بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته - لشدّ ما تشطّرا ضرعيها ! - فصيرّها في حوزة خشناء يغلظ كَلْمها ويخشُن مسّها ويكثر العِثار فيها ، والاعتذار منها ، . . . فصبرت على طول المدّة وشدّة المحنة حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أنّي أحدهم فيا لله ولِلشّورى متى اعترض الرّيب فىّ مع الأوّل منهم صرت اُقرن إلى هذه النّظائر ! لكنّي اَسفتُ إذ اَسَفّوا وطِرُت إذ طاروا ، فصغا رجل منهم لضِغْنه ، ومال الآخر لصِهره ، مع هَن وهَن إلى ان قام ثالث القوم نافجا حِضنَيْه بين نَثيله ومُعتلَفه وقام معه بنو أبيه يخضَمون مال الله خِضمة الإبل نِبتة الرّبيع إلى أن انتكث عليه فتله وأجهز عليه عمله وكبت به بِطنته . فما راعني إلاّ والنّاس كعُرف الضّبع إلىّ ينثالون عليّ من كلّ جانب حتّى لقد وطئ الحَسَنان ، وشُقّ عِطفاي مجتمعين حولى كَرَبيضة الغنم فلمّا نهضت بالأمر نكثت طائفة ، ومَرَقت أُخرى ، وقَسَط آخرون : كأنّهم لم يسمعوا الله سبحانه يقول : ( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الاَْرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ( 1 ) ) . ( 2 ) [ 487 ] - 79 - وروى أيضاً عنه ( عليه السلام ) : . . . فأما النّاكثون فقد قاتلتُ ; وأمّا القاسطون فقد جاهدت ، وأمّا المارقة فقد دوّخت ، وأما شيطان الرَّدْهة فقد كُفيته بِصَعقة سُمعت لها وَجْبة قلبه ورَجّة صدره ، و بقيت بقيّة من أهل البغى ولئن اذن الله في الكَرَّة عليهم لاُديلّن منهم إلاّ ما يتشذّر في أطراف البلاد تشذّراً . ( 3 ) [ 488 ] - 80 - قال ابن أبي الحديد : قد ثبت عن النّبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال له ( عليه السلام ) : ستقاتل بعدي النّاكثين والقاسطين و