إدريس قال : حدّثنا محمّد بن عبد الجبّار ، عن القاسم بن محمّد الرّازيّ ، عن عليّ بن محمّد الهرمزانيّ ، عن عليّ بن الحسين بن عليّ ، عن أبيه الحسين ( عليه السلام ) قال : إنّه لمّا مرضت فاطمة بنت النّبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وصّت إلى عليّ ( عليه السلام ) أن يكتم أمرها ويخفي خبرها ، ولا يؤذن أحداً بمرضها ففعل ذلك وكان يمرّضها بنفسه ، وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس - رحمها الله - على استسرار بذلك كما وصّت به فلمّا حضرتها الوفاة وصّت إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يتولّى أمرها ويدفّنها ليلاً ويعفى قبرها . . . الحديث . ( 1 ) [ 330 ] - 4 - وروى في حديث آخر : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنّه لمّا حضرتها الوفاة دعت عليّاً ( عليه السلام ) فقالت : إمّا تضمن وإلاّ أوصيت إلى ابن الزّبير ؟ فقال : عليّ ( عليه السلام ) أنا أضمن وصيّتك يا بنت محمّد ، قالت : سئلتك بحقّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا أنا متّ ألاّ يشهدانى ولا يصلّيا عليّ ، قال : فَلَكِ ذلك ، الحديث . ( 2 ) [ 331 ] - 5 - قال السيّد المرتضى : إنّه قد وردت الرّوايات المستفيضة الظّاهرة الّتي هي كالمتواتر أنّها أوصت بأن تدفّن ليلاً حتّى لا يصلّي عليها الرّجلان ، وصرّحت بذلك وعهدت فيه عهداً ، بعد أن كانا استأذنا عليها في مرضها ليعوداها فأبت ان تأذن لهما فلمّا طال عليهما المدافعة رغبا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في أن يستأذن لهما وجعلاها حاجة إليه فكلّمها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في ذلك وألحّ عليها فأذنت لهما في الدّخول ثمّ أعرضت عنهما عند دخولهما ولم تكلّمهما فلمّا خرجا قالت لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) أليس قد صنعت ما أردت ؟ قال : نعم . قالت : فهل أنت صانع ما آمرك قال : نعم . قالت : فإنّى أنشدك الله أن لا يصلّيا على جنازتي ولا يقوما على قبري . ( 3 )
1 . الأمالي للمفيد : 281 يأتي تمام الرواية في فصل : بعد الشهادة ، أمالي الطّوسيّ : 19 ح 166 ، مقتل الحسين للخوارزمي 1 : 82 بسنده عن أسماء بنت عميس وذكر بعض الحديث . 2 . الاختصاص : 183 ، ومضى صدر الحديث في باب المأساة ، الفصل الثّالث منه . 3 . الشافي 4 : 115 .