responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة شهادة المعصومين ( ع ) نویسنده : لجنة الحديث في معهد باقر العلوم ( ع )    جلد : 1  صفحه : 185


كيفيّته ، ابتدع الأشياء لا من شئ كان قبلها ، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها كوّنها بقدرته ، وذرأها بمشيّته ، من غير حاجة منه إلى تكوينها ، ولا فائدة له في تصويرها ، إلاّ تثبيتاً لحكمته ، وتنبيهاً على طاعته ، وإظهاراً لقدرته ، تعبّداً لبريّته وإعزازاً لدعوته ، ثمّ جعل الثّواب على طاعته ، ووضع العقاب على معصيته ، زيادة لعباده من نقمته ، وحياشته ( 1 ) لهم إلى جنّته .
وأشهد أنّ أبي محمّداً عبده ورسوله اختاره قبل أن أرسله ، وسمّاه قبل أن اجتباه واصطفاه قبل أن ابتعثه ، إذ الخلائق بالغيب مكنونة ، وبستر الأهاويل مصونة ، وبنهاية العدم مقرونة علماً من الله تعالى بمآيل الأمور ، وإحاطة بحوادث الدّهور ، ومعرفة بمواقع الأمور .
ابتعثه الله اتماماً لأمره ، وعزيمة على إمضاء حكمه ، وإنفاذاً لمقادير رحمته ، فرأى الأمم فرقاً في أديانها ، عكفاً على نيرانها ، عابدة لأوثانها ، منكرة لله مع عرفانها فأنار الله بابى محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) ظلمها ، وكشف عن القلوب بهمها ( 2 ) ، وجلى عن الأبصار غممها ( 3 ) وقام في النّاس بالهداية ، فأنقذهم من الغواية ، وبصرهم من العماية ، وهداهم إلى الدّين القويم ، ودعاهم إلى الطّريق المستقيم .
ثمّ قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار ، ورغبة وايثار ، فمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) من تعب هذه الدّار في راحة ، قد حفّ بالملائكة الأبرار ، ورضوان الرّب الغفّار ، ومجاورة الملك الجبّار ، صلّى الله على أبي نبيّه وأمينه ، وخيرته من الخلق وصفيّه ، والسّلام عليه ورحمة الله وبركاته .
ثمّ التفتت إلى أهل المجلس وقالت : أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه ، وحملة دينه ووحيه ، وأمناء الله على أنفسكم ، وبلغاءه إلى الأمم ، زعيم حقّ له فيكم ، وعهد قدّمه إليكم ، وبقيّة استخلفها عليكم : كتاب الله الناطق ، والقرآن الصّادق ، والنّور السّاطع ،


1 . حاش الإبل : جمعها وساقها . 2 . بهمها : اى مبهماتها : وهي المشكلات من الأمور . 3 . الغمم : جمع غمة وهي : المبهم والملتبس .

185

نام کتاب : موسوعة شهادة المعصومين ( ع ) نویسنده : لجنة الحديث في معهد باقر العلوم ( ع )    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست