ولم يبايع عليّ إلاّ بعد ستة أشهر وقيل أربعين يوماً . ( 1 ) [ 260 ] - 26 - وقال أيضاً : ودخل عبد الرّحمن بن عوف على أبي بكر في مرضه الّذي توفىّ فيه ، فقال : كيف أصبحت يا خليفة رسول الله ؟ فقال : أصبحت مولّياً ، وقد زدتموني على ما بي أن رأيتموني استعملت رجلا منكم فكلّكم قد أصبح وارم أنفه ، وكلّ يطلبها لنفسه . فقال عبد الرّحمن : والله ما أعلم صاحبك إلاّ صالحاً مصلحاً ، فلا تأس على الدّنيا ! قال : ما آسى إلاّ على ثلاث خصال صنعتها ليتني لم أكن صنعتها وثلاث لم أصنعها ليتني كنت صنعتها ، وثلاث ليتني كنت سألت رسول الله عنها . فأمّا الثلاث الّتي صنعتها ، فليت أنّي لم أكن تقلّدت هذا الأمر . وقدّمت عمر بين يديّ ، فكنت وزيراً خيراً منّي أميراً ; وليتني لم أفتش بيت فاطمة بنت رسول الله وأدخله الرّجال ، ولو كان أغلق على حرب . . . ( 2 ) [ 261 ] - 27 - قال ابن قتيبة : أن أبا بكر ، تفقّد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند عليّ كرّم الله وجهه ، فبعث إليهم عمر ، فجاء فناداهم وهم في دار عليّ ، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال : والذّي نفس عمر بيده : لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها ، فقيل له يا أبا حفص : إنّ فيها فاطمة ؟ فقال وإن ، فخرجوا فبايعوا إلاّ عليّاً فوقفت فاطمة ( عليها السلام ) على بابها ، فقالت : لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جنازة بين أيدينا ، وقطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ، ولم تردّوا لنا حقّا . فأتى عمر أبا بكر ، فقال له : ألاّ تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة ؟ فقال أبو بكر لقنفذ وهو مولى له : اذهب فادع لي عليّاً ، قال فذهب إلى عليّ فقال له : ما حاجتك ؟ فقال : يدعوك خليفة رسول الله ، فقال عليّ : لسريع ما كذبتم على رسول الله .
1 . تاريخ اليعقوبي 2 : 126 ، البحار 28 : 392 وفيه ما بايع على ( عليه السلام ) إلاّ بعد ستة اشهر . 2 . تاريخ اليعقوبي 2 : 137 ، الايضاح لفضل بن شاذان : 191 ، تاريخ الطبري 2 : 353 : عقد الفريد 4 : 254 ، مروج الذهب 2 : 308 ، الإمامة والسياسة : 18 ، وفيها فليتني تركت بيت على وان كان اعلن عليّ الحرب ، شرح ابن أبي الحديد 2 : 46 و 6 : 51 .