فلنورد المأسي الّتي رابها وأحزنها وأبكاها وآذا بها في فصول ثلاثة على ترتيب ما ذكرناه . [ 243 ] - 9 - قال المفيد : ملخّصاً لمّا قرب خروج نفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلىّ ( عليه السلام ) : ضع يا عليّ رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله . . . فأخذ على ( عليه السلام ) رأسه فوضعه في حجره فأغمي عليه . فأكبّت فاطمة ( عليها السلام ) تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل ففتح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عينه وقال بصوت ضئيل : يا بنيّة هذا قول عمّك أبي طالب ، لا تقوليه ولكن قولي : وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ . . . ( 1 ) ، فبكت طويلا فأومأ إليها بالدنوّ منه فدنت منه فأسرّ إليها شيئاً تهلّل وجهها له . ثمّ قبض عليه الصّلاة والسّلام ويد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه فيها . . . - إلى أن قال : ونزل علىٌّ ( عليه السلام ) القبر فكشف عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووضع خدّه على الأرض موجّهاً إلى القبلة على يمينه ثمّ وضع عليه اللّبن وأهال عليه التّراب . . . وأصبحت فاطمة تنادى : واسوء صباحاه . فسمعها أبو بكر فقال لها : إنّ صباحك لصباح سوء . ( 2 ) [ 244 ] - 10 - قال ابن سعد : أخبرنا سليمان بن حرب ، أخبرنا حمّاد بن زيد عن ثابت عن أنس قال : لمّا ثقل النّبيّ ( صلى الله عليه وآله ) جعل يتغشّاه الكربُ فقالت فاطمة : واكرب أبتاه ! فقال لها النّبيّ ( صلى الله عليه وآله ) " ليس على أبيك كربٌ بعد اليوم ! " فلمّا مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قالت فاطمة : يا أبتاه ! أجاب ربّاً دَعاه ، يا أبتاه ! جنّة الفردوس مأواه ، يا أبتاه ! إلى جبريل ننعاه ، يا أبتاه ! من ربّه ما أدناه ! قال : فلمّا دفن ،