تأذّى به أهل السّجن فقالوا له : أمّا أن تبكى اللّيل وتسكت بالنّهار ، وأمّا أن تبكى النّهار وتسكت باللّيل ، فصالحهم على واحد منهما ، أمّا فاطمة فبكت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى تأذّى بها أهل المدينة فقالوا لها : قد آذيتنا بكثرة بكائك ، فكانت تخرج إلى المقابر - مقابر الشهّداء - فتبكى حتى تقضى حاجتها ثمّ تنصرف ، وأمّا عليّ بن الحسين فبكى على الحسين ( عليه السلام ) عشرين سنة أو أربعين سنة ، ما وضع بين يديه طعام إلاّ بكى حتّى قال له مولى له : جعلت فداك يا ابن رسول الله إنّي أخاف عليك أن تكون من الهالكين ، قال : ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنْ اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) ( 1 ) إنّي ما أذكر مصرع بني فاطمة إلاّ خنقتني لذلك عبرة . ( 2 ) [ 169 ] - 11 - قال ابن شهر آشوب : ورأس البكّائين ثمانية : آدم ونوح ويعقوب ويوسف وشعيب وداوود و فاطمة وزين العابدين ( عليهم السلام ) . قال الصّادق ( عليه السلام ) : أمّا فاطمة فبكت على رسول الله حتّى تأذّى أهل المدينة فقالوا لها : آذيتنا بكثرة بكائك إمّا أن تبكى باللّيل وإمّا أن تبكى بالنّهار . وكانت تخرج إلى مقابر الشّهداء فتبكى . ( 3 ) [ 170 ] - 12 - وقال أيضاً : وروى عن عمرو بن دينار عن الباقر ( عليه السلام ) قال : ما رؤيت فاطمة ضاحكةً قطّ منذ قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى قبضت . ( 4 ) [ 171 ] - 13 - قال الخوارزميّ : أخبرني الإمام شهاب الإسلام أبو النّجيب سعد بن عبد الله الهمدانيّ فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرني الحافظ سليمان بن إبراهيم فيما كتب الىّ من إصبهان سنة ثمان
1 . سورة يوسف : 86 . 2 . الخصال 1 : 272 ح 15 ، أمالي الصدوق : 121 ح 5 ، كامل الزيارات : 213 ح 306 بسند آخر وفيه من قوله : فبكى على بن الحسين ، كشف الغمّة 1 : 498 ، ارشاد القلوب : 95 مع اختلاف يسير ، روضة الواعظين 2 : 450 ، حلية الأبرار 2 : 72 . 3 . المناقب 3 : 322 . 4 . المناقب لابن شهر آشوب 3 : 341 ، أسد الغابة 7 : 225 مع اختلاف في الالفاظ .