نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 346
أن تكون حجة يُتعبّد بها فيما لو صحّ سندها إليه ، وقد ألمع إلى ذلك الإمام أبو جعفر ( عليه السلام ) في أحاديث له مع أصحابه فيقول : إنا لو كنّا نحدثكم برأينا لكنّا من الهالكين ، ولكنا نحدثكم بأحاديث نكنزها عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم . . وقال ( عليه السلام ) لجابر بن يزيد الجعفي : والله ، يا جابر ، لو كنا نحدّث الناس أو حدثناهم برأينا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نتوارثها كابراً عن كابر نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم . وروي عنه أيضاً قوله : لو أننا حدّثنا برأينا ضللنا كما ضل من كان قبلنا ، ولكنّا حدّثنا ببينة من ربنا بيّنها لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) فبيّنها لنا [1] . وعلى هذا الأساس فأحاديث أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) لم تكن يوماً ما تمثل توجهاتهم الخاصة ، إنما كانت تستند إلى جدهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مباشرة أو إلى علوم وآثار يتوارثونها أباً عن جد يكنزونها في صدورهم كما تدل عليه الرواية السابقة . أحاديث الإمام الباقر ( عليه السلام ) ومروياته : وأحاديث إمامنا الباقر ( عليه السلام ) على ضربين : فهي إما أن تكون مسندة ، وهي التي يذكر فيها سنده عن آبائه الطاهرين عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أو عن أحد الصحابة أو التابعين الذين روى الإمام عنهم عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وإما أن تكون مرسلة ، فينسب الإمام الحديث مباشرة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو للامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) دون أن يذكر رجال السند ، وقد سُئل ( عليه السلام ) عن ذلك فقال : إذا حدثت بالحديث فلم أسنده فسندي فيه أبي زين العابدين عن أبيه