نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 326
له قنطار من تبر [1] . كما وردت أحاديث وروايات عديدة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته الأطهار ( عليهم السلام ) تدل بمجموعها على فضل قراءة القرآن في المصحف الشريف على القراءة عن ظهر القلب ، منها قول الصادق ( عليه السلام ) لإسحاق بن عمار لما سأله عن أفضلية قراءة القرآن في المصحف أو عن ظهر القلب ، فأجابه : بل اقرأه وانظر في المصحف فهو أفضل . أما علمت أن النظر في المصحف عبادة ؟ ثم قال ( عليه السلام ) : من قرأ القرآن في المصحف مُتِّع ببصره ، وخُفِّف عن والديه وإن كانا كافرين . وفي الحث على القراءة في نفس المصحف نكتة جليلة ينبغي الالتفات إليها ، وهي الإلماع إلى كلاءة القرآن عن الاندراس بتكثير نسخه ، فإنه لو اكتفي بالقراءة عن ظهر القلب لهجرت نسخ الكتاب ، وأدّى ذلك إلى قلتها ، ولعله يؤدي أخيراً إلى انمحاء آثارها . على أن هناك آثاراً جزيلة نصت عليها الأحاديث لا تحصل إلاّ بالقراءة في المصحف . منها قوله ( عليه السلام ) : متع ببصره ، وهذه الكلمة من جوامع الكلم ، فيراد منها أن القراءة في المصحف سبب لحفظ البصر من العمى والرمد ، أو يراد منها أن القراءة في المصحف سبب لتمتع القارئ بمغازي القرآن الجليلة ونكاته الدقيقة ؛ لأنّ الإنسان عند النظر إلى ما يروقه من المرئيات تبتهج نفسه ، ويجد انتعاشاً في بصره وبصيرته . وكذلك قارئ القرآن إذا سرح بصره في ألفاظه ، وأطلق فكره في معانيه ، وتعمق في معارفه الراقية وتعاليمه الثمينة يجد في نفسه لذة الوقوف عليها ، ومتعة الطموح إليه ، ويشاهد انفتاحاً في روحه وتطلّعاً من قلبه [2] .
[1] البيان في تفسير القرآن / السيد الخوئي : 33 . [2] البيان في تفسير القرآن / السيد الخوئي : 35 .
326
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 326