responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 172


قال جابر : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : جعلت فداك إنّك قد حملتني وقراً عظيماً بما حدثتني به من سرّكم الذي لا أُحدث به أحداً ، فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون ، قال : يا جابر ، فإذا كان ذلك فأخرج إلى الجبّان [1] فاحفر حفيرة ورد رأسك فيها ، ثم قل : حدثني محمد بن علي بكذا وكذا . ثم طمّه فأن الأرض تستر عليك ، قال جابر : ففعلت ذلك فخفّ عنّي ما كنت أجده .
أقول : على رغم كل ذلك التعتيم الإعلامي ، فقد هزت واقعة الطف في كربلاء عروش الحكام الظالمين وزلزلتها تحت أقدامهم ، وأقضّت مضاجعهم ، وما ثورة المدينة المنورة ، وثورة التوابين في الكوفة ، وثورة الحسنيين محمد ذو النفس الزكية واخوه ، في المدينة والبصرة والكوفة ، وثورة الشهيد زيد بن علي في الكوفة ، وثورة الحسين بن علي " صاحب فخ " بين مكة والمدينة وغيرها من الثورات التي اندلعت هنا وهناك على الحكام الجائرين إلاّ نماذج حية تحكى عن واقع المجتمع وتذمر الأمة الاسلامية من ظلم وجور الحكام الأمويين والعباسيين .
وعلى رغم كل تلكم الممارسات الظالمة والاجراءات التعسفية ، المعروفة بالارهاب والتعتيم ، وكم الأفواه ، فقد شاع ما بين الخافقين مما وصل الينا من تراث وعلوم أئمتنا الطاهرين الشيء الكثير ، لا سيما في فترة انقراض الحكم الأموي وتأسيس الحكم العباسي .
فقد وجد الإمامان الصادقان : أبو جعفر محمد بن علي الباقر ، وأبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) الفرصة المناسبة لتأسيس مدرستيهم : الفقيهة والحديثية ، وبث العلوم الإسلامية ، من تفسير ، وأصول ، ومنطق وغيرها من العلوم الانسانية ، وكان حصيلة ذلك ان ملأ الخافقين ، وسد فجوات كبيرة ، أحدثتها بعد ذلك تطورات الحياة الفكرية ، والاجتماعية والسياسية ، ولولاهم



[1] الجبان : المقبرة .

172

نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست