نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 119
المؤمنين أرقى نماذج التعامل مع الناس ، فيقول بهذا الصدد : ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة : أن تعفو عمن ظلمك ؛ وتصل من قطعك ؛ وتحلم إذا جهل عليك . وقال أيضاً : ما من عبد يمتنع من معونة أخيه المسلم والسعي له في حاجته ، قضيت أو لم تقض إلاّ ابتلي بالسعي في حاجة من يؤثم عليه ولا يؤجر . وما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما يرضي الله إلاّ ابتلي بأن ينفق أضعافهما فيما أسخط الله . وأخيراً وليس آخراً : أنّ رجلاً قال يوماً عنده : اللهم أغننا عن جميع خلقك ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لا تقل هكذا ولكن قل : اللهم أغننا عن شرار خلقك ، فإنّ المؤمن لا يستغني عن أخيه . هذا غيضٌ من فيض ، وهي بعض البوادر التي أُثرت عن كرمه وسخائه ، حيث تكشف عن أنّ البر والإحسان كانا من سجاياه ومن ملكاته . مع الشعر والشعراء لم تنص المصادر المترجمة للإمام أبي جعفر ( عليه السلام ) على أنه كان ينظم الشعر ، وإنما نَصَّت على أنه فتح أبواباً كثيرة من العلوم ، وأسس معظم قواعدها ، وأنه ممن أوتي الحكمة وفصل الخطاب ، غير أن قول الشعر لم يكن على الإمام الباقر ( عليه السلام ) بعزيز ، من حيث بلاغة الإمام وفصاحته وتمكنه من علوم اللغة العربية أولاً ، وقد دلّت على ذلك المجموعة الضخمة من كلماته الحكمية التي هي من الطراز الأول في فصاحتها وبلاغتها . وثانياً الطابع العام السائد آنذاك في الجزيرة العربية كانت آثاره وبصماته واضحة على أفراد ذلك الجيل ، وما هذا التراث الشعري الضخم الذي وصل إلينا
119
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 119