نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 25
راحت أخبار الظلم المرير تصل الإمام ، وتنهال عليه وقائع غارات معاوية وتهوّر جنده واستهتارهم وضحكاتهم المجنونة ، فاهتاجته هذه الحال ، والتاعت نفسه وفاضت لها غصصاً وهو يتأوّه من الأعماق ، ولكن لا من مجيب ! وهكذا مضى الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو يتمنّى الموت مرّات ومرّات ! بيد أنّه لم يهُن ولم تضعف عزيمته لهذه الرزيئة ، ولم يذعن إلى الواقع المرير ، بل مضى قَويّاً شامخاً مقداماً لم يتخلّ عن المقاومة حتى آخر لحظة من عمره . أجل ، هذا أمير المؤمنين يثبُ كالمنار المضئ آخر أيّام حياته وهو يهيب بالناس العودة إلى صفّين مجدّداً ، وقد استنفر بكلماته المفعمة بالحماس جيشاً عظيماً إلى هذه المهمّة . فما أن انتهى من خطبته - وكانت الأخيرة - إلاّ وعقد للحسين بن عليّ ( عليه السلام ) ولقيس بن سعد وأبي أيّوب الأنصاري لكلّ واحد في عشرة آلاف مقاتل . لكن وا أسفاً ! فقد أودت واقعة استشهاد الإمام ( عليه السلام ) واغتياله من قِبل شقيّ " متنسّك " بقواعد هذا البرنامج ، فانهار ما دبّره الإمام لاستئصال فتنة الشام واجتثاثها من الجذور ؛ إذ ما لبثت أن تداعت الجيوش بعد مقتل الإمام وتفرّقت . لقد توفّر هذا القسم على تفصيل هذه اللمحات التي جاءت هنا مختصرة ، وغاص بالبحث والتحليل مع جذور هذه الوقائع وأجوائها
25
نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 25