نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 200
أذهب وأدعك يا رسول الله ؟ ! والله لا برحت حتى أُقتل أو ينجز الله لك ما وعدك من النصر ، فقال له النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : أبشر يا عليّ ؛ فإنّ الله منجز وعده ، ولن ينالوا منّا مثلها أبداً . ثمّ نظر إلى كتيبة قد أقبلت إليه ، فقال له : لو حملت على هذه يا عليّ ، فحمل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقتل منها هشام بن أُميّة المخزومي وانهزم القوم . ثمّ أقبلت كتيبة أُخرى ، فقال له النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : احمل على هذه ، فحمل عليها فقتل منها عمرو بن عبد الله الجمحي ، وانهزمت أيضاً . ثمّ أقبلت كتيبة أُخرى ، فقال له النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : احمل على هذه ، فحمل عليها فقتل منها بشر بن مالك العامري وانهزمت الكتيبة ، فلم يعد بعدها أحد منهم . وتراجع المنهزمون من المسلمين إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وانصرف المشركون إلى مكّة وانصرف النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة ، فاستقبلته فاطمة ( عليها السلام ) ومعها إناء فيه ماء ، فغسل به وجهه ، ولحقه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقد خضب الدم يده إلى كتفه ومعه ذو الفقار ، فناوله فاطمة ( عليها السلام ) وقال لها : خذي هذا السيف فقد صدقني اليوم . وأنشأ يقول : أفاطم هاك السيف غير ذميمِ * فلست بِرِعْديد ولا بمُليمِ [1] لعمري لقد أعذرتُ في نصر أحمد * وطاعة ربّ بالعباد عليمِ أميطي دماء القوم عنه فإنّهُ * سقى آل عبد الدار كأس حميمِ وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : خذيه يا فاطمة ، فقد أدّى بعلك ما عليه وقد قتل الله بسيفه
[1] رجلٌ رِعْديد : جبان يُرعَد عند القتال جبناً . والمَلِيم : مَن استحقّ اللَّوْم ( لسان العرب : 3 / 179 و ج 12 / 557 ) .
200
نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 200