نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 19
أبي طالب ( عليه السلام ) التي جاءت في إطار جهود رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في رسم مستقبل الأُمّة . وفي هذا الاتّجاه استفاض هذا القسم في حشد مجموعة الأدلّة العقليّة والنقليّة لإثبات أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) لم يدَع الأُمّة بعده هملاً دون راع ، ولم يعلّق مستقبلها على فراغ من دون برنامج محدّد للقيادة من بعده ، بل حدّد مسار المستقبل بدقّة وجلاء من خلال جهد مثابر بذله طوال ثلاث وعشرين سنة ، وعبر تهيئة الأجواء المناسبة لتعاليم مكثّفة أدلى بها على نحو الإشارة مَرّة ، وعلى نحو صريح أغلب المرّات . كما بيَّن هذا القسم صراحة أنّ " الغدير " لم يكن إلاّ نقطة الذروة على خطّ هذا الجهد المتواصل الطويل . ثمّ عاد يؤكِّد بوضوح أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) لم يتوانَ بعد ذلك عن هذا الأمر الخطير ، بل دأب على العناية به والتركيز عليه حتى آخر لحظات عمره المبارك . ومع أنّ الحلقات الأخيرة في التدبير النبوي ؛ كمَيلِه ( صلى الله عليه وآله ) إلى تدوين ما كان قد ركّز على ذكره مرّات خلال السنوات الطويلة الماضية في إطار وصيّة مكتوبة ، لم يأت بالنتيجة المطلوبة إثر الفضاء المخرّب الذي أُثير من حوله . وكذلك انتهت إلى المآل نفسه حلقة أُخرى على هذا الخطّ تمثّلت بإنفاذ بعث أُسامة . إلاّ أنّ ما يُلحظ أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يُهمل هاتين الواقعتين ، بل راح يُدلي بكلمات وإشارات ومواضع تُزيل الستار عن سرّ هذه الحقيقة ورمزها . وهذا أيضاً ممّا اضطلع به هذا القسم مشيراً إلى نتائج مهمّة استندت إلى
19
نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 19