59 - ابن الصبّاغ : إنّ أبا الحسن [ ( عليه السلام ) ] كان قد خرج يوماً من سرّ من رأى إلى قرية له ، لمهمّ عرض له : فجاء رجل من بعض الأعراب يطلبه في داره فلم يجده ، وقيل له : إنّه ذهب إلى الموضع الفلاني ، فقصده إلى موضعه ، فلمّا وصل إليه قال ( عليه السلام ) له : ما حاجتك ؟ فقال له : أنا رجل من أعراب الكوفة المستمسكين بولاء جدّك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وقد ركبتني ديون فادحة أثقل ظهري حملها ، ولم أر من أقصده لقضائها سواك . . . . قال له : يا أخا العرب ! أُريد منك حاجة لا تعصيني فيها ، ولا تخالفني ، واللّه ! واللّه ! فيما آمرك به ، وحاجتك تُقضى إن شاء اللّه تعالى . . . . فأخذ أبو الحسن ورقة وكتب فيها بخطّه ديناً عليه للأعرابيّ بالمذكور . وقال : خذ هذا الخطّ معك ، فإذا حضرت سرّ من رأى فتراني أجلس مجلساً عامّاً ، فإذا حضر الناس واحتفل المجلس ، فتعال إلىّ بالخطّ وطالبني ، وأغلظ عليّ في القول . . . فجاء ذلك الأعرابي ، وأخرج الخطّ ، وطالبه بالمبلغ المذكور ، وأغلط عليه في الكلام . فجعل أبو الحسن يعتذر إليه ويطيب نفسه بالقول ، ويعده بالخلاص عن قريب ، وكذلك الحاضرون ، طلب منه المهلة ثلاثة أيّام ، فلمّا انفكّ المجلس نقل ذلك الكلام إلى الخليفة المتوكلّ ، فأمر لأبي الحسن ( عليه السلام ) على الفور بثلاثين ألف درهم ، . . . [1] . ( ) 60 - القندوزيّ الحنفيّ : ولمّا كثرت السعاية في حقّه
[1] الفصول المهمّة : 278 ، س 7 . تقدّم الحديث بتمامه في رقم 494 .