( ) 58 - ابن خلّكان : أبو الحسن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا ( عليهم السلام ) وهو حفيد الذي قبله ويعرف بالعسكريّ ، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة ، كان قد سعي به إلى المتوكّل وقيل : إنّ في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته ، وأوهموه أنّه يطلب الأمر لنفسه . فوجّه إليه بعدّة من الأتراك ليلاً ، فهجموا عليه في منزله على غفلة ، فوجدوه وحده في بيت مغلق ، وعليه مدرعة [1] من شعر ، وعلى رأسه ملحفة من صوف ، وهو مستقبل القبلة يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد ، ليس بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى ، فأخذ على الصورة التي وجد عليها ، وحمل إلى المتوكّل في جوف الليل ، فمثل بين يديه ، والمتوكّل يستعمل الشراب وفي يده كأس ، فلمّا رآه أعظمه وأجلسه إلى جنبه ، ولم يكن في منزله شئ ممّا قيل عنه ، ولا حالة يتعلّق عليه بها ، فناوله المتوكّل الكأس الذي كان بيده . فقال ( عليه السلام ) : يا أمير المؤمنين ! ما خامر لحمي ودمي قطّ فأعفني منه ، فأعفاه وقال : أنشدني شعراً أستحسنه . فقال ( عليه السلام ) : إنّي لقليل الرواية للشعر . قال : لا بدّ أن تنشدني فأنشده : باتوا على قُلَلِ الأجبال تحرسهم * غُلب [2] الرجال فما أغنتهم القلل واستنزلوا بعد عزّ من معاقلهم * فأودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا