يخطب يوماً ، فخطب وأحسن ، فتقدّم المتوكّل يصلّي ، فسابقه من قبل أن ينزل من المنبر ، فجاء فجذب منطقته [1] من ورائه ، وقال : يا أمير المؤمنين ! من خطب يصلّي . فقال المتوكّل : أردنا أن نخجله فأخجلنا . وكان أحد الأشرار فقال يوماً للمتوكّل : ما يعمل أحد بك أكثر ممّا تعمله بنفسك في عليّ بن محمّد ، فلا يبقى في الدار إلاّ من يخدمه ، ولا يتبعونه بشيل [2] ستر ولا فتح باب ولا شيء ، وهذا إذا علمه الناس قالوا : لو لم يعلم استحقاقه للأمر ما فعل به هذا ، دعه إذا دخل يشيل الستر لنفسه ، ويمشي كما يمشي غيره ، فتمسّه بعض الجفوة [3] ; فتقدّم ألاّ يخدم ولا يشال بين يديه ستر ، وكان المتوكّل ما رُئي أحد ممّن يهتمّ بالخبر مثله . قال : فكتب صاحب الخبر إليه : أنّ عليّ بن محمّد دخل الدار ، فلم يخدم ولم يشل أحد بين يديه ستر ، فهبّ هواء رفع الستر له فدخل . فقال : اعرفوا خبر خروجه ; فذكر صاحب الخبر أنّ هواء خالف ذلك الهواء شال الستر له حتّى خرج . فقال : ليس نريد هواء يشيل الستر ، شيلوا الستر بين يديه [4] . 23 - الشيخ الطوسيّ ( رحمه الله ) : . . . المنصوريّ قال : حدّثني عمّ أبي قال : دخلت
[1] المِنطَق والمنطقة والنِطاق : كلّ ما شدّ به وسطه . لسان العرب : 10 / 354 ( نطق ) . [2] شالت الناقة بذنبها : أي رفعته . لسان العرب : 11 / 374 ، ( شول ) . [3] الجفاوة : قساوة القلب . مجمع البحرين : 1 / 89 ( جفا ) . [4] الأمالي : 286 ، ح 556 . عنه مدينة المعاجز : 7 / 434 ، ح 2436 ، والبحار : 50 / 128 ، ح 6 ، وإثبات الهداة : 3 / 467 ح 23 . المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 406 ، س 23 ، باختصار . عنه البحار : 50 / 203 ، ح 12 . قطعة منه في ( إشالة الستور له عليه السلام ) .