سيّدنا أبا الحسن ( عليه السلام ) جئت أسأل عن خبره . قال : فنظر إليّ الزراقيّ وكان حاجباً للمتوكّل ، فأومأ إليّ أن ادخل عليه ، فدخلت إليه . . . فإذا هو ( عليه السلام ) جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور . . . [1] . ( ) 20 - الشيخ المفيد ( رحمه الله ) : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد ، عن محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن إبراهيم بن محمّد الطاهريّ [2] قال : مرض المتوكّل من خُراج [3] خرج به ، فأشرف منه على الموت فلم يجسر أحد أن يمسّه بحديدة ، فنذرت أُمّه إن عوفي أن تحمل إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد ( عليهما السلام ) مالاً جليلاً من مالها . وقال له الفتح بن خاقان : لو بعثت إلى هذا الرجل يعني أبا الحسن ( عليه السلام ) فسألته فإنّه ربما كان عنده صفة شيء يفرّج اللّه به عنك . فقال : ابعثوا إليه . فمضى الرسول ورجع . فقال ( عليه السلام ) : خذوا كُسب [4] الغنم ، فديفوه بماء الورد ، وَضِعوه على الخراج فإنّه نافع بإذن اللّه ، فجعل من يحضر المتوكّل يهزأ من قوله . فقال لهم الفتح : وما يضرّ من تجربة ما قال ، فواللّه ! إنّي لأرجو الصلاح به ، فأُحضر الكُسب ، وديف بماء الورد ، ووضع على الخُراج ، فانفتح وخرج ما كان فيه ، وبشّرت أُمّ المتوكّل بعافية .
[1] معاني الأخبار : 123 ، ح 31 . يأتي الحديث بتمامه في ج 2 ، رقم 556 . [2] في المصدر : ابن النعيم بن محمّد الطاهريّ ، وما أثبتناه هو الصحيح بقرينة ما في الكتب الرجاليّة وسائر المصادر . [3] الخُراج : كلّ ما يخرج بالبدن كالدمل . المنجد : 172 ( خرج ) . [4] الكُسب بالضمّ : عصارة الدهن . لسان العرب : 1 / 717 ( كسب ) .