هدفاً واحداً اختلفت وسائله ، وتعدّدت آلياته ، وبالتالي فلا تضادّ بين مواقفهم ، وهي بعيدة عن التناقض لأنّها انطلقت من الواقع السياسيّ والإجتماعيّ الذي يعيشه كلّ إمام في عصره ، بغية تحقيق مصلحة الإسلام العليا . والإمام الهادي ( عليه السلام ) الذي عاصر ستّة من الخلفاء العبّاسييّن وهم : المعتصم ، والواثق ، والمتوكّل ، والمنتصر ، والمستعين ، والمعتزّ [1] ، كان واحداً من أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، الذين تعرّضوا لواقع سياسيّ واجتماعيّ مرير ، واضطهاد أزلام السلطة ومضايقاتهم ، ومع هذا كلّه فقد سجّل دوراً مهمّاً عبر مواقفه التي اتّسمت بالحزم والحكمة ، وعبر أنشطته العلميّة التي كان هدفها تقويض الآراء والأفكار المنحرفة ، التي اتّسعت رقعتها في عهده ، وترسيخ الاعتقادات الصحيحة ، والدفاع عنها ، وهو ما نراه فيما أوردناه هنا . ( أ ) - خلفاء زمانه ( عليه السلام ) ( ) 1 - أبو جعفر الطبريّ ( رحمه الله ) : كانت سنو إمامته ( عليه السلام ) بقيّة ملك الواثق ، ثمّ ملك المتوكّل ، ثمّ أحمد المستعين ، ثمّ ملك المعتزّ [2] . ( ) 2 - أبو عليّ الطبرسيّ ( رحمه الله ) : وكانت في أيّام إمامته [ أي أبي الحسن الهادي ( عليه السلام ) ] بقيّة ملك المعتصم ، ثمّ ملك الواثق خمس سنين وسبعة [3] أشهر ، ثمّ ملك المتوكّل أربع عشرة سنة ، ثمّ ملك ابنه المنتصر ستّة أشهر ، ثمّ ملك