الطيّارة ليفعلوا ذلك ، فجلس ( عليه السلام ) ومعه فارس ، فلمّا سار الطيّار كشف أبو الحسن أستاره وأمر فارس فعل مثل ذلك . فقال له : يا فارس ورأسه مدلى على الماء ، فانظر إلى الكأس الذي شربته أنا ، ثمّ مجّه من فيه في الماء ، فإذا هو يجري مع الطيّار لا يختلط بالماء ولا ينقطع . فقال له : خذه يا فارس بيدك واشتمّه وذقه ، فمدّ فارس يده وأخذه من الماء واشتمّه وذاقه ، فوجده عسلاً ومسكاً ! فقال له : خلّه من يدك ، فخلاّه فقال له : مجّ مع الماء ما شربت أنت ، فمجّ فارس في الماء فسار مع الطيّار ولم ينقطع ولم يختلط بالماء . فقال : خذ بيدك واشتمّه ، فأخذه بيده واشتمّه . فقال له : ما هو ؟ قال : يا مولاي ! خمراً . قال ( عليه السلام ) له : ويحك يا فارس ! حين لم تستأذننا بلسانك ، ولا بطرفك ما تناجينا بقلبك ، فيعصمه منه كما عصمت أنا ، فكان هذا أوّل ما أنكره على فارس [1] . ( ص ) - معجزته ( عليه السلام ) في جواب المسائل التي ما رآها ( ) 1 - الراونديّ ( رحمه الله ) : روي عن محمّد بن الفرج قال : [ قال ] لي عليّ بن محمّد ( عليهما السلام ) : إذا أردت أن تسأل مسألةً فاكتبها ، وضَعْ الكتاب تحت مصلاّك ،
[1] الهداية الكبرى : 317 ، س 9 . قطعة منه في : ( إستغفاره ( عليه السلام ) ) و ( أحواله ( عليه السلام ) مع المتوكّل ) و ( ذمّ فارس بن ماهويه ) .