الثامن - إراءة الأشجار والأنهار في صحراء قفر : ( ) 1 - الراونديّ ( رحمه الله ) : روى أبو محمّد البصريّ ، عن أبي العبّاس خال شبل كاتب إبراهيم بن محمّد قال : كنّا أجرينا ذكر أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال لي : يا أبا محمّد ! لم أكن في شئ من هذا الأمر وكنت أعيب على أخي ، وعلى أهل هذا القول عيباً شديداً بالذمّ ، والشتم إلى أن كنت في الوفد الذين أوفد المتوكّل إلى المدينة في إحضار أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فخرجنا إلى المدينة . فلمّا خرج وصرنا في بعض الطريق طوينا المنزل ، وكان يوماً صائفاً شديد الحرّ ، فسألناه أن ينزل . قال : لا ! فخرجنا ولم نطعم ولم نشرب . فلمّا اشتدّ الحرّ والجوع والعطش فينا ، ونحن إذ ذاك في [ أرض ] ملساء [1] لا نرى شيئاً ولا ظلّ ، ولا ماء نستريح إليه ، فجعلنا نشخص بأبصارنا نحوه . فقال ( عليه السلام ) : ما لكم أحسبكم جياعاً وقد عطشتم ؟ فقلنا إي واللّه ، وقد عيينا يا سيّدنا ! قال : عرّسوا [2] ! وكلوا ، واشربوا ! فتعجّبت من قوله ، ونحن في صحراء
[1] ملساء : لا نبات فيها . المنجد : 773 ، ( ملس ) . [2] عرّس القوم : نزلوا من السفر للاستراحة . المنجد : 496 ، ( عرّس ) .