فيملي علىّ باباً فيه أستفيده منه ، ويظنّ الناس أنّى أُعلّمه ، وأنا واللّه أتعلّم منه . قال : فتجاوزت عن كلامه هذا ، كأنّي ما سمعته منه ، ثمّ لقيته بعد ذلك فسلّمت عليه وسألته عن خبره وحاله ، ثمّ قلت : ما حال الفتى الهاشميّ ؟ فقال لي : دع هذا القول عنك ، هذا واللّه خير أهل الأرض ، وأفضل من خلق اللّه ، إنّه لربما همّ بالدخول فأقول له : تنظر حتّى تقرأ عشرك . فيقول لي : أيّ السور تحبّ أن أقرأها ؟ أنا أذكر له من السور الطوال ما لم تبلغ إليه ، فيهذّها [1] بقراءة لم أسمع أصحّ منها من أحد قطّ ، وجزم [2] أطيب من مزامير داود النبيّ ( عليه السلام ) الذي إليها من قراءته يضرب المثل . قال : ثمّ قال : هذا مات أبوه بالعراق وهو صغير بالمدينة ، ونشأ بين هذه الجواري السود ، فمن أين علم هذا ؟ قال : ثمّ ما مرّت به الأيّام والليالي حتّى لقيته فوجدته قد قال بإمامته ، وعرف الحقّ وقال به [3] . الثاني - علمه ( عليه السلام ) بالحلال والحرام : ( ) 1 - ابن شهرآشوب ( رحمه الله ) : خرج من عند أبي محمّد ( عليه السلام ) في سنة
[1] الهذّ والهَذَذ : سرعة القطع وسرعة القراءة . لسان العرب : 3 / 517 ( هذذ ) . [2] جزم القراءة جزماً : وضع الحروف مواضعها في بيان ومهل . لسان العرب : 12 / 98 ( جزم ) . [3] إثبات الوصيّة : 230 ، س 11 . قطعة منه في : ( ما ورد عن العلماء وغيرهم في عظمته ( عليه السلام ) ) ، و ( مؤدبّه ( عليه السلام ) ) ، و ( قرائته ( عليه السلام ) القرآن عند مؤدّبه ) .