عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ ) [1] . قالت حكيمة : فقلت : وما هذا الطير ؟ قال : هذا روح القدس الموكّل بالأئمّة ( عليهم السلام ) ، يوفّقهم ويسدّدهم ويربّيهم بالعلم . قالت حكيمة : فلمّا كان بعد أربعين يوماً ردّ الغلام ووجّه إليّ ابن أخي ( عليه السلام ) ، فدعاني ، فدخلت عليه ، فإذا أنا بالصبيّ متحرّك يمشي بين يديه . فقلت : يا سيّدي ! هذا ابن سنتين ؟ ! فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال : إنّ أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمّة ينشؤون بخلاف ما ينشؤ غيرهم ، وأنّ الصبيّ منّا إذا كان أتى عليه شهر ، كان كمن أتى عليه سنة ، وأنّ الصبيّ منّا ليتكلّم في بطن أُمّه ويقرأ القرآن ويعبد ربّه عزّ وجلّ ، وعند الرضاع تطيعه الملائكة وتنزل عليه صباحاً ومساءً . قالت حكيمة : فلم أزل أرى ذلك الصبيّ في كلّ أربعين يوماً إلى أن رأيته رجلاً قبل مضيّ أبي محمّد ( عليه السلام ) بأيّام قلائل ، فلم أعرفه . فقلت لابن أخي ( عليه السلام ) : من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه ؟ فقال لي : هذا ابن نرجس ، وهذا خليفتي من بعدي ، وعن قليل تفقدوني ، فاسمعي له وأطيعي . قالت حكيمة : فمضى أبو محمّد ( عليه السلام ) بعد ذلك بأيّام قلائل ، وافترق الناس كما ترى ، وواللّه ! إنّي لأراه صباحاً ومساءً ، وإنّه لينبئني عمّا تسألون عنه ، فأخبركم ، وواللّه ! إنّي لأُريد أن أسأله عن الشيء فيبدأني به ، وإنّه ليرد علي الأمر فيخرج إليّ منه جوابه من ساعته من غير مسألتي ، وقد أخبرني البارحة