( 420 ) 8 - الإربلي ( رحمه الله ) : وأمّا مناقبه [ أي أبي محمّد الحسن العسكريّ ( عليه السلام ) ] : فاعلم أنّ المنقبة العليا ، والمزيّة الكبرى التي خصّه اللّه جلّ وعلا بها ، فقلّده فريدها ، ومنحه تقليدها ، وجعلها صفة دائمة لا يبلى الدهر جديدها ، ولا تنسي الألسن تلاوتها وترديدها ، أنّ المهدي ( عليه السلام ) من نسله المخلوق منه ، وولده المنتسب إليه ، وبضعته المنفصلة عنه . وكفى أبا محمّد الحسن ( عليه السلام ) تشريفه من ربّه أن جعل محمّد المهدي من كسبه ، وأخرجه من صلبه ، وجعله معدوداً من حزبه ، ولم يكن لأبي محمّد ولد ذكر سواه ، وحسبه ذلك منقبة وكفاه ، لم تطل من الدنيا أيّام مقامه ومثواه ، ولا امتدّ أمد حياته فيها ليظهر للناظرين مآثره ومزاياه ( 1 ) . 9 - أبو علي الطبرسي ( رحمه الله ) : . . . داود بن القاسم الجعفري أبو هاشم ، قال : كنت عند أبي محمّد ( عليه السلام ) فاستؤذن لرجل من أهل اليمن ، فدخل عليه رجل جميل طويل جسيم ، فسلّم عليه بالولاية ، فردّ عليه بالقبول ، وأمره بالجلوس ، فجلس إلى جنبي ، فقلت في نفسي : ليت شعري من هذا ؟ فقال أبو محمّد ( عليه السلام ) : هذا من ولد الأعرابيّة ، صاحبة الحصاة التي طبع آبائي فيها . . . . فقلت لليماني : رأيته قطّ قبل هذا ؟ فقال : لا ، واللّه ! وإنّي منذ دهر لحريص على رؤيته حتّى كأنّ الساعة أتاني شابّ لست أراه فقال : قم ، فادخل ! فدخلت ، ثمّ نهض وهو يقول : رحمة اللّه
( 1 ) كشف الغمّة : 2 / 402 ، س 11 . الفصول المهمّة لابن الصبّاغ : 285 ، س 3 ، قطعة منه . قطعة منه في ( أولاده ( عليه السلام ) ) .