( 345 ) 5 - الحضيني ( رحمه الله ) : عن جعفر بن محمّد القصير البصري ، قال : حضرنا عند سيّدنا أبي محمّد ( عليه السلام ) ، المكنّى بالعسكري ، فدخل عليه خادم من دار السلطان جليل القدر ، فقال له : أمير المؤمنين يقرؤك السلام ، ويقول لك : كاتبنا أنوش النصراني ، وقيل : اليهودي ، يطهّر ابنين له ، وقد سألنا أن نركب إلى داره وندعوا لابنيه بالسلامة والبقاء ، فوجب أن نركب ونفعل ذلك فإنّا لم نحمل هذا الفيء إلى أن قال : لنتبارك ببقايا النبوّة والرسالة . فقال مولانا : الحمد للّه الذي جعل اليهود والنصارى أعرف بحقّنا من المسلمين ، ثمّ أسرجوا الناقة ، فركب وورد إلى دار أنوش ، فخرج مكشوف الرأس ، حافي القدم ، وحوله القسّيسون والشمامسة والرهبان ، وعلى صدره الإنجيل وتلقّاه على باب داره . وقال : يا سيّدنا ! أتوسّل إليك بهذا الكتاب الذي أنت أعلم به منّي أما عرفت ديني فهو غناك ، والمسيح عيسى بن مريم وما جاء به هذا الإنجيل من عند اللّه إلاّ ما سألت أمير المؤمنين مسألتك هذه فما وجدناكم في هذا الإنجيل إلاّ مثل عيسى المسيح عند اللّه . فقال مولانا ( عليه السلام ) : الحمد اللّه ، ودخل على فراشه ، والغلمان على منصبه . وقد قام الناس على أقدامهم . فقال : أما ابنك هذا فباق عليك ، والآخر مأخوذ منك بعد ثلاثة أيّام ، وهذا الباقي عليك يسلم ويحسن إسلامه ، ويتولاّنا أهل البيت . فقال أنوش : واللّه ، يا سيّدي ! قولك حقّ ولقد سهّل عليّ موت ابني هذا