لنعطيه ، فلمّا خرج تلقّاه غلاماً يخبره بوجود الكيس . قال أبو جعفر البزرجي : فلمّا كان من الغد حملني الهاشمي إلى منزله وأضافني ثمّ صاح بجارية ، وقال : يا غزال ! - أو يا زلال ! - فإذا أنا بجارية مسنّة ، فقال لها : يا جارية ! حدّثي مولاك بحديث الميل والمولود . فقالت : كان لنا طفل وجع ، فقالت لي مولاتي : امضي إلى دار الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، فقولي لحكيمة : تعطينا شيء نستشفي به لمولودنا هذا . فلمّا مضيت وقلت كما قال لي مولاي ، قالت حكيمة : ايتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة - تعني ابن الحسن بن علي ( عليهم السلام ) - فأتيت بميل ، فدفعته إليّ ، وحملته إلى مولاتي ، فكحلت به المولود فعوفي وبقى عندنا ، وكنّا نستشفي به ، ثمّ فقدناه . قال أبو جعفر البزرجي : فلقيت مسجد الكوفة أبا الحسن بن برهون البرسي فحدّثته بهذا الحديث عن هذا الهاشمي ، فقال : قد حدّثني هذا الهاشمي بهذه الحكاية كما ذكرتها حذو النعل بالنعل ، سواء من غير زيادة ولا نقصان [1] . 18 - الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) : . . . أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري ، قال : دخلت على أبي محمّد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده ، فقال لي مبتدئاً : يا أحمد بن إسحاق ! إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يخلّ الأرض منذ خلق آدم ( عليه السلام ) . . . [2] .
[1] إكمال الدين وإتمام النعمة : 517 ، ح 46 . عنه البحار : 50 / 247 ، ح 1 ، بتفاوت ، وإثبات الهداة : 3 / 411 ، ح 44 ، قطعة منه . قطعة منه في ( كونه ( عليه السلام ) حلو الكلام ) ، و ( موعظته ( عليه السلام ) في الأخ ) . [2] إكمال الدين وإتمام النعمة : 384 ، ح 1 . يأتي الحديث بتمامه في ج 2 ، رقم 504 .