فأشار إليّ بطرفه ، فتأخّرت وسرت من ورائه ، وقلت في نفسي : اللّهمّ إنّك تعلم أنّي أشهد وأقرّ بأنّك الحجّة على خلقك ، وأنّ مهديّنا الثاني عشر ، فسهّل لي دلائله آية منه تقرّ عيني ، وينشرح صدري بها . فأشار إليّ ، وقال : يا محمّد بن ميمون ! قد أُجيبت دعوتك ، واللّه ! فقلت : لا إله إلاّ اللّه ، واللّه ! قد علم سيّدي ماناجيت ربّي في نفسي ، ثمّ قلت طمعاً في الزيادة : إن كان يعلم ما في نفسي فيأخذ العمامة عن رأسه . قال : فمدّ يده فأخذها ، فوسوست في نفسي ، وقلت : لعلّه إن حميت عليه فيأخذها ثانية فيضعها على قربوس السرج ، فأخذها ووضعها على سرجه . فقلت : يردّها على رأسه ، فردّها على رأسه . فقلت : لا إله إلاّ اللّه ، أيكون هذا الاتّفاق مرّتين ، اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ فليأخذها ثالثاً من رأسه ، فيضعها على قربوس سرج فرسه ، ويردّها مسرعاً ، فأخذها من رأسه ، ووضعها على قربوس فرسه ، وردّها مسرعاً إلى رأسه ، وصاح : يا محمّد بن ميمون ، إلى كم هذا ؟ ! فقلت : حسبي يا مولاي ! فكان هذا من دلائله ( عليه السلام ) [1] . ( 323 ) 12 - الحضيني ( رحمه الله ) : عن أحمد بن سند ولا ، والعبّاس التبان الشيّبين ، قالا : تشاجرنا ، ونحن سائرون إلى سيّدنا أبي محمّد الحسن ( عليه السلام ) بسامرّاء في الصلاة .
[1] الهداية الكبرى : 337 ، س 14 . عنه مدينة المعاجز : 7 / 660 ، ح 2650 ، وإثبات الهداة : 3 / 431 ، ح 121 ، قطعة منه . قطعة منه في ( مركبه ( عليه السلام ) ) ، و ( معاشرته ( عليه السلام ) مع الناس ) ، و ( يمينه ( عليه السلام ) ) ، و ( أحواله ( عليه السلام ) مع المعتزّ ) .