نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 72
ضمن دائرة التثقيف الحاكم وفي سياقات فنية شجّع عليها النظام ، حيث انبعثت القصيدة العربية بكل أغراضها الشعرية ، وتعهّد النظام بتشجيع الذوق الأدبي على حساب حفظ الحديث النبوي الذي باتت الأمة تشخّص من خلاله الانفلاتية الدينية التي يرتكبها الخليفة وطاقمه الحاكم ، فتوجّس النظام من التثقيف الديني الذي سيوقف الأمة بعد ذلك على خروقات النظام وعدم مشروعيته ، لذا كان الفن الشعري ضمن أولويات اهتمام الدولة الذي من خلاله صُنّف ولاء الشاعر وقربه للبلاط ، فراجت القصيدة الأدبية وطغى الاهتمام العام بالشعر والشعراء ، وإذا كان كذلك فليكن آل البيت ( عليهم السلام ) أحرى بتوظيف القصيدة الشعرية لصالح القضية الإسلامية ، التي من خلالها تظهر أحقية آل البيت ( عليهم السلام ) ومظلوميتهم ، فانعكس هذا الاهتمام على المسلك الأدبي لشعراء تلك الفترة ، وكان التحفظ الشديد قد ألجأ الشاعر إلى تقديم غرضه ضمن عرض رمزي يكاد يخفى على النظام الحاكم ، ومع هذا التحفظ الشديد لم يسلم الشاعر من بطش النظام وكيده ، حتى قُتل وشُرّد الكثير من « أدباء القصيدة العلوية » وكان البرقي نموذجاً لصراع الأدب الشيعي مع النظام ، فتأسست مدارس أدبية متحدية توجت عطاءاتها بفضح النظام واثبات القضية الإسلامية لصالح آل البيت ( عليهم السلام ) . قتل البرقي سنة 245 وذلك بعد أن وصلت قصيدته النونية إلى البلاط العباسي وقرأها المتوكل ليجد فيها :
72
نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 72