نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 43
الولد الكريم يرضى لرضا أبيه وأمه ويغضب لغضبهما . والصحيح عندي [ والكلام لابن أبي الحديد ] انها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر ، وأنها أوصت ألا يصلِّيا عليها ، [ قال ] وذلك عند أصحابنا من الأمور المغفورة لهما ، وكان الأولى بهما اكرامها واحترام منزلتها لكنهما خافا الفرقة وأشفقا من الفتنة ، ففعلا ما هو الأصلح بحسب ظنهما ، وكانا من الدين وقوة اليقين بمكان مكين . . ثم قال فان هذا لو ثبت أنه خطأ لم يكن كبيرة ، بل كان من باب الصغائر التي لا تقتضي التبرؤ ، ولا توجب زوال التولي . [1] والحق ان المسلك الذي سلكه ابن أبي الحديد المعتزلي في كلامه أخيراً ، هو من مبتنيات « المدارس الاعتذارية » التي ابتليت بها المشاريع التاريخية ، وإن التبريرات المرتجلة التي تطلقها هذه المدارس كلّفت أمة أجيال اسلامية متحفزة لمعرفة ذاتها ، حيث تعاملت معها هذه المدارس الاعتذارية - وللأسف - بسذاجة واضحة وسطحية مقيتة زعزعت الثقة بين القارئ وبين هذه المشاريع واضطر البعض للجوء إلى المدارس الاستشراقية المسمومة آملا أن يبحث عن حقيقة ذاته المضيّعة بين متاهات هذه التوجهات العابثة دون جدوى . . والا ما الذي يدعو ابن أبي الحديد المعتزلي وأمثاله في أن يبرروا حالات الفوضى التي أحدثتها سقيفة بني ساعدة وقفزت على مبتنيات اسلامية ثابتة حددها النبي ( صلى الله عليه وآله ) وفرضتها مقتضيات الخلافة والإمامة ، بأنها حالات بريئة تظهر حرص التشكيلات الانقلابية
[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6 : 47 - 50 دار احياء الكتب العربية القاهرة ط 2 1385 ه - 1965 م .
43
نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 43