نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 422
استطاع السيد صالح الحلي أن يُجدد المنبر على أنه الوسيلة الاعلامية الناضجة التي يُتاح للشيعي أن يُعبّر عن مظلومية أئمته الأطهار ( عليهم السلام ) ، وفي الوقت الذي أرصدت الأبواب الاعلامية بوجه الفكر الشيعي ، فان المنبر الحسيني الذي يعلوه أمثال السيد صالح الحلي قد سد فراغاً اعلامياً واسعاً ، فحاول منبر الحلي أن يبثّ إلى أقطار الأرض قضية الآل المظلومين ، حتى وفّق في ايصال صوت هادر اخترق كل الأسماع ، ولعل الذي ساهم في إنجاح مهمته هي جديته في التحقيق التاريخي الذي يبحث عن أصول مظلومية آل الرسول ( عليهم السلام ) ويغوص في أعماق المأساة الأولى التي سببت هذه السلسلة من الفجائع ، فلم يكن السيد صالح الحلي منبرياً يهمّش الحدث على أنه فاجعة تاريخية ، بل كان يؤصِلْ الحدث على أنه العامل المهم في خلق الذات التاريخية الإسلامية التي نقرأها ، لذا فقد استطاع أن يخترق كل حدود التهميش ليدخل في دائرة التحقيق الواسعة التي أدخلته إلى أول مأساة قدّمتها الاحداث المرتجلة وقتذاك ، فكانت مأساة السيدة الزهراء ( عليها السلام ) الحدث المهم الذي يجب أن يتناوله ليقدم قراءة ممتازة للأحداث الإسلامية التالية ، وهكذا جاءت قصائده المتعددة تأكيداً لهذا المعنى ، فاستطاع من خلالها أن يقرأ التاريخ إلى المستقبل البعيد من خلال فاجعة الدار واسقاط المحسن ( عليه السلام ) ، واستطاع أن يربط بين هذه القضية وبين الفجائع الأخرى التي حلت بساحة آل الرسول واكتسحت مأساتها أمة من الناس . قدّم عدة قصائد فاطمية فأجاد في استجلاء الحقيقة وقدّم المأساة بأحسن صورتها .
422
نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 422