نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 402
الكمال والرشد والنضوج ، بل يعني تشكيلة العقل الإسلامي بما ينسجم والواقع العملي ، وبما يؤدي إلى ترتيب النفس للوصول إلى أسباب الرقي والكمال الذي يؤدي أخيراً إلى الحركات التصحيحة المنبعثة من الذات أو تلك المنطلقة من الأمة الإسلامية لإعادة صياغتها وتركيبتها . لذا فقد بدت هذه الفلسفة على أدبيات الشيعة ومسحت أعمالهم بالثورة الدائمة المناهضة لكل ألوان الحيف ، وترّجمت ذلك بمحاولات التغيير المباشر مرة ، وباستنهاض الإمام الحجة ( عجل الله فرجه الشريف ) الذي يؤدي أخيراً إلى الثورة الباعثة للتغيير مرة أخرى ، وجعل الشاعر قضية الإمام الحسين ( عليه السلام ) محوراً مهماً لبث الشكوى التي من خلالها يبرر ظهور الإمام ( عجل الله فرجه الشريف ) ونهضته الإصلاحية ، لذا أحرز تقدّماً ملحوظاً في قصيدته على صعيد إظهار مظلومية آل البيت ( عليهم السلام ) وأتباعهم . شكّلت مظلومية الزهراء ( عليها السلام ) مطلباً مهماً في اظهار ما جرى على آل البيت ( عليهم السلام ) ، وكوّنت رؤية واضحة لقراءة التاريخ الإسلامي المقهور ، فترى الشاعر عند ذاك يعنّون مظلومية آل البيت ( عليهم السلام ) بمأساة الزهراء ( عليها السلام ) ويجعل من قضية اسقاط المحسن فاتحة لهذه المأساة ، وتكون حينئذ مصائب آل البيت ( عليهم السلام ) منطلقة من هذه الفاجعة الكبرى . وهذا ما فعله الشاعر الخطيب الملا عبد الله ابن الحاج متروك المعروف بالخباز ، فقد بدأ قصيدته باستنهاض الإمام الحجة ( عجل الله فرجه الشريف ) ، وقدّم تبريرات النهوض على أساس استقراء تاريخي لمجريات الاحداث الدامية التي حفل بها تاريخ آل البيت ( عليهم السلام ) ، وصاغ قصيدته من هذه الاحداث ، وقراءة لبعض قصائده يظهر لك هذا المعنى بوضوح .
402
نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 402