responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 303


وهكذا كانت القصيدة العربية تتهاوى بين مشتهيات الحاكم الذي يحتكر الفن الشعري لصالحه ، وبين سذاجة الأديب الذي أحال الأدب إلى وسيلة أستجداء يترف لقمة عيشه بواسطته ، والأدب الشيعي الذي يخرج من بين واقعية الاحداث المؤلمة التي حلّت بآل النبي الطيين تتشكل من خلاله شخصية الأديب المتحرقة على مصائب الآل الأطهار ، ويحاول أن ينقل هواجسه في مقطوعته الأدبية علّها تعبّر عن بعض مكنون هذا الاحساس الملتهب ، بيّد أن هذا المقدار لم يكتف به الأديب الشيعي صاحب القضية التي تشعبت أغراضها وتعددت مطالبها ، ووجد أن الأغراض التقليدية غير قادرة على احتواء تشعبات قضيته ، وحاول أن يبتكر ألواناً أخرى من الأغراض الشعرية الفنية لتدخل معالم قضيته ضمن دائرته الأدبية الواسعة ، لذا فقد سعى إلى تعويم القصيدة الشعرية لتشمل أغراض قضاياه المتعددة .
فمثلا ابتكر الأديب الشيعي فناً شعرياً رائعاً وهو أن يضمّن قصيدته الشعرية وقائع خبر ورد عن أئمته المعصومين ( عليهم السلام ) ، وأدخله في نطاقه الأدبي ليُسّهل على البعض حفظه مثلا أو يثير انتباه الأخرين إلى أهمية الحديث وموضوعيته .
لذا عمد الحجة السيد محمد القزويني إلى اتباع هذا الأسلوب العلمي ، فأدخل حديث الكساء في مشروعه الأدبي وتسلسل في روايته حتى خلص إلى فاجعة السيدة الزهراء ( عليها السلام ) ، وكأن حديث الكساء أتاح للسيد القزويني أن ينفتح على مأساة آل الله الذين أتحفهم بمودته وحباهم بكرامته وأنزل فيهم من الآي ما أكد علو منزلتهم عنده وخاصتهم لديه ، إلاّ أن الظرف السياسي المرتجل يغيّر هذه المعادلات ويقلب موازناتها الإلهية .

303

نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست