نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 223
توحدت المدارس التاريخية إلى مدرسة واحدة ، وأنتجت رؤية عقلائية موحدة في معرفة ملابسات الحدث ، وتكاملت المشاريع التاريخية إلى وحدة تاريخية تقرر النتيجة وتشترك في الهدف . فالقضية التي يدوّنها مؤرخ ، تختلف في نتائجها عن القضية التي يؤرخها آخر ، والرؤية التي يقررها الناقد ، تفترق عن تلك التي يقررها غيرهُ ، وهكذا تدور الاحداث حول محور الفلسفة الخاصة للمدرسة التي ينتمي إليها القارئ أو المؤرخ أو الناقد أو غير ذلك من هؤلاء . وهكذا مأساة الزهراء ( عليها السلام ) ، تتضارب فيها الفلسفات ، وتُهزم من خلالها الرؤى فلا تكاد تقوى على الاقرار ، ولا تصمد أمام الثوابت المسلّمة من قبل الجميع ، وتنسحب هذه المحنة على القصيدة العربية كذلك ، فترتكز في دواخل الشاعر رؤيته التقليدية التي ورثها من أسلافه الأقدمين . وهي ما أظهرته مقطوعة شاعر النيل حافظ إبراهيم ، حيث سلّم بحادثة الدار ، وأكّدها على أنها ثابتةَ من ثوابت تراثه الذي اعتاد سماعه من قبل ، إلا أن الرؤية التقليدية للاحداث تُزاحم هذه الثوابت فيقرأها من وجهة نظره ، ويدوّن حادثة الاحراق على أنها مفخرة من مفاخر الخليقة ، أثبت فيها جرأته أمام فارس المسلمين . هكذا تصرّف بالحادثة هذا الشاعر ، ولعل الاقرار الذي أخذه على نفسه هي الحالة الخجلة التي تعاني منها المشاريع التنظيرية ، فتختفي هذه الحادثة أحياناً وتظهر أخرى على أنها من ، أروع المفاخر ، وتعتاد هذه المشاريع على توجيه العثرات التاريخية فتحيلها إلى مكرمات لتنسحق بها حقائق
223
نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 223