نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 186
لرغبة البلاط ، والشاعر الأموي لا يكاد يقدّم مشروعه الأدبي حتى يكون ضمن الطابور الأدبي الذي يصطف على أبواب البلاط متزلفاً بمدحة أو متقرباً بما تجود به قريحته من التغني « بمكر مات » الخليفة التي يغدقها عليه ضمن قصيدته ، ولعل أقصى ما يتحفظ به الشاعر من مشكلة المديح هو محاولة انتقاله إلى اغراض العبث التي يدخلها الخليفة ضمن برنامجه الترفيهي ، فيحيل القصيدة إلى تنفيذ مشروع فني يقدّمه إلى « فاتنات البلاط » لينشدن قصائده في منتديات العبث ومحافل الغناء . كانت بدايات العصر العباسي انفتاحاً على مشروع سياسي أدبي أدخل القصيدة العربية في مباراة سياسية يفتخر بها على الأمويين الذين انقضى عهدهم تواً ، والاعلام العباسي متشنجٌ لاثبات « أولويته النسّبية » لتسنّم منصب الدولة على أنقاض آل أمية الأبعدين نسباً وحسباً من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، هذه كانت أطروحة بني العباس تفاخر بالأنساب وتزاحم على الألقاب ، فمن المنصور إلى الرشيد حتى المأمون وإلى المتوكل ، ألقاب توّجتها السياسة العباسية إغداقاً على خلفائها الذين أحالوا المشروع الأدبي في خدمة التوجهات السياسية العباسية ، وهكذا ذهبت القصيدة العربية تتسابق مع النشاطات الثقافية الأخرى توظيفاً لها في خدمة البلاط . وتفرّقت الاغراض الشعرية على عدد التشعبات السياسية التي توزعت على أساس الدولة والامارة والوزارة والكتلة والجماعة لتلك العهود السياسية . وتبقى القصيدة الشيعية خارج نطاق تسييس الغرض الشعري الذي أملته الظروف السياسية المرتجلة ، ويبقى الشاعر الشيعي متحفّظاً دائماً من أجل تنفيذ رسالته الفكرية فيلقيها في قصيدته الشعرية ويتحمّل تبعات
186
نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 186