نام کتاب : مودة أهل البيت ( ع ) نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 50
ووقف عقبة أمام نشره ولو كان أقرب الناس إليه في القرابة مثل عمه وعشيرته ، فتراه لعن عمه أبا لهب وتبرأ منه : ( تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب . . . ) ( 1 ) ، ومن جانب آخر قرب إليه من آمن به وصدق بنبوته ولو كان لا يمس إليه بصلة أو قرابة ، بل حتى لو كان عبدا حبشيا أو مولى ، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم في حق سلمان الفارسي : " سلمان منا أهل البيت " ( 2 ) . فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما يطلب المودة لأقربائه ويجعلها أجرا على رسالته ، لا يعني بذلك جميع أقربائه ، لأن ذلك ينافي صريح القرآن الكريم ، إذ كيف يطلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مودة من لعنه الله في محكم كتابه مثل أبي لهب ، وإنما يطلب المودة لمجموعة خاصة وأفراد معينين من أقربائه ، والذين بهم يتم حفظ الرسالة الإسلامية والنبوة المحمدية ، ومنهم يؤخذ الدين الصحيح ، وبهم النجاة من الاختلاف والانحراف ، وهم الأئمة المعصومون عليهم السلام من أهل البيت . فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إذن يطلب الأجر الذي هو بالحقيقة عائد إلى المسلمين ، لا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا إلى أهل بيته عليهم السلام ، لأنهم لم يكونوا بحاجة إلى هذه المودة ، إلا بالقدر الذي يفيد سائر الأمة في الحفاظ على مبادئ الدين وكتاب الله المبين وسيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم . وبهذا يتضح أنه ليس ثمة منافاة بين الآية وبين الآيات التي تنفي طلب الأجر ، فالأجر في الآيات هو أجر حقيقي ، وهذا ما لا يطلبه رسول
1 ) سورة المسد : 111 - 1 - 2 . 2 ) أسد الغابة 2 : 421 . ومسند أبي يعلى 6 : 177 - 6739 ، دار المأمون للتراث - دمشق ط 1 .
50
نام کتاب : مودة أهل البيت ( ع ) نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 50