السلام . فنادته سكينة : يا أبة استسلمت للموت ؟ فقال : كيف لا يستسلم للموت من لا ناصر له ولا معين . فقالت : يا أبه ردنا إلى حرم جدنا . فقال : هيهات لو ترك القطا لنام ( 1 ) . فتصارخن النساء فسكتهن الحسين ( عليه السلام ) . وفي المصدر أيضا أنه ( عليه السلام ) أقبل على أم كلثوم وقال لها : أوصيك يا أخيه بنفسك خيرا ، وإني بارز إلى هؤلاء القوم . فأقبلت سكينة وهي صارخة وكان يحبها حبا شديدا ، فضمها إلى صدره ومسح دموعها وقال : سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي * منك البكاء إذ الحمام دهاني لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة * ما دام مني الروح في جثماني فإذا قتلت فأنت أولى بالذي * تبكيه يا خيرة النسوان وروى القطب الراوندي في كتاب الدعوات عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) قال : ضمني والدي ( عليه السلام ) إلى صدره يوم قتل والدماء تغلى وهو يقول : يا بني إحفظ عني دعاء علمتنيه فاطمة ( صلوات الله عليها ) وعلمها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلمه جبرئيل في الحاجة والهم والغم والنازلة إذا نزلت والأمر العظيم الفادح ، قال : ادع بحق يس والقرآن الحكيم ، وبحق طه والقرآن العظيم ، يا من يقدر على حوائج السائلين ، يا من يعلم ما في الضمير ، يا منفسا عن المكروبين ، يا مفرجا عن المغمومين ، يا راحم الشيخ الكبير ، يا رازق الطفل الصغير ، يا من لا يحتاج إلى التفسير ، صل على محمد وآل محمد وافعل بي " . . . وتذكر حاجتك " ( 2 ) . * الدروس المستفادة هنا : 1 - كن وقورا ولا تضطرب . 2 - كن مع الأقربين حميما ولا تلتهب .
1 - القطا : طائر في حجم الحمام ثقيلة المشي ، أليفة لا تؤذي . ويقصد الإمام ( عليه السلام ) ان الأعداء لو تركوه لكان أليفا لا يضرهم ، ولكنهم هيهات ان يتركوه فإما يبايع وإما يقتل . 2 - نفس المهموم / ص 346 .