responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من أخلاق الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : عبد العظيم المهتدي البحراني    جلد : 1  صفحه : 246


وجدي رسول الله أكرم من مشى * ونحن سراج الله في الناس يزهر وفاطمة أمي سلالة أحمد * وعمي يدعى ذو الجناحين جعفر وفينا كتاب الله أنزل صادقا * وفينا الهدى والوحي والخير يذكر ( 1 ) وعجز الحقراء والجبناء عن مواجهة هذه الشجاعة الحسينية الفريدة من نوعها فهجموا على خيمه ليسلبوا الحريم والأطفال فصاح بهم الحسين الأبي : " يا شيعة آل أبي سفيان ، إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون . . " .
هكذا لقد جردهم الإمام بهذه الكلمات من الإطار الإسلامي ، وأضافهم إلى آل أبي سفيان ذلك العدو الأول للإسلام ، والذي تزعم من بعده أبناؤه القوى الباغية عليه ، وما كارثة كربلاء إلا امتداد لأحقادهم وأضغانهم على نبي الإسلام . . .
وقد دعاهم الحسين ( عليه السلام ) إلى الاحتفاظ بالتقاليد العربية التي كانت سائدة في أيام الجاهلية من عدم التعرض للنساء والأطفال بأي أذى أو مكروه .
وانبرى الوغد الخبيث شمر بن ذي الجوشن فقال للإمام : ما تقول يا ابن فاطمة ؟
وحسب الرجس أنه قد انتقص الإمام بنسبته إلى امه فاطمة ، ولم يعلم أنه نسبه إلى معدن الطهر والنبوة ، وحسب الحسين فخرا ومجدا أن تكون امه سيدة نساء العالمين حسبما يقول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) .
فقال له الإمام : " أنا الذي أقاتلكم ، والنساء ليس عليهن جناح فامنعوا عتاتكم من التعرض لحرمي ما دمت حيا " .
فأجابه الشمر إلى ذلك ، وأحاط به القتلة المجرمون وهم يوسعونه ( عليه السلام ) ضربا بالسيوف وطعنا بالرماح ، فجعلت جراحاته تتفجر دما . وللمرة الأخيرة وهو بتلك الحالة وجه الإمام ( عليه السلام ) خطابا لأعدائه حذرهم فيه من غرور الدنيا وفتنتها . يقول المؤرخون : إنه لم يلبث بعده إلا قليلا حتى استشهد ، وهذا نص خطابه الحنون :
" عباد الله ، اتقوا الله ، وكونوا من الدنيا على حذر فان الدنيا لو بقيت لأحد ، وبقي عليها أحد لكانت الأنبياء أحق بالبقاء ، وأولى بالرضا ، وأرضى بالقضاء ، غير أن الله


1 - الصواعق المحرقة / ص 117 - 118 ، وكتاب جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام / ص 119 .

246

نام کتاب : من أخلاق الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : عبد العظيم المهتدي البحراني    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست