لتمر تحت مجهر العين ببساطة ، إلا أن المعاني تبقى في علوها دون أن تدركها الكلمات والأفكار السطحية . ونعم ما قاله الشاعر في وصفهم : جادوا بأنفسهم من دون سيدهم * والجود بالنفس أقصى غاية الجود وهذه طبيعة الأخلاقية العلوية والمفاهيم المعنوية وكفاها لنا جذبا وانشدادا . * الدروس المستفادة هنا : 1 - الصلاة إذا كانت لله فإنها تقطع المصلي عمن سواه ، وبذلك يتترس بترس الحب الذي لا يشعر معه غير الله والقيم المتصلة بالله . وهذه حالة من صنع الايمان وحسن الاعتقاد وكثرة التفكر في الحق والخلق والخالق . 2 - الوفاء والفداء توأمان في مدرسة الأخلاق الحسينية . 3 - أجمل الكلمات لابد من اختيارها في أصعب الحالات لتكون البلسم على الجرح . E / في التصرف مع النادم التائب إن أخلاق الحسين ( عليه السلام ) هي من أخلاق الله تبارك وتعالى ، وأخلاق الله فيها الصبر على الناس ، والرفق بهم والرحمة بحالهم ، ودعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة ومجادلتهم بالتي هي أحسن ، حتى يتعلموا ما جهلوه ، ويفيقوا من سكرة الجهل وحب الدنيا ، فيتحرك فيهم عرق الغيرة على الدين والأخلاق ، هكذا كان الحسين مع الذين جاؤوا لقتله وإذلاله كما كانوا يهوون . فيوم جعجع به الحر بن يزيد الرياحي في ألف فارس ليحبسه عن الرجوع ، كان لموقف الإمام الحسين ( عليه السلام ) معهم أثر كبير في نفسية الحر ، وملزما له أن يتبع الحق ويهتدي إلى أهله فما كان ليرد إلا معاند مكابر متصلف ، أما طلاب الحقيقة - والحر أحدهم - فقد استقرت على الحق ضمائرهم فبادروا إلى التوبة ، ونقلوا رحالهم إلى معسكر الحسين ( عليه السلام ) يقاتلون دونه ، فهذا الحر بن يزيد الرياحي ، أقبل على عمر بن سعد وقال له : أمقاتل أنت هذا الرجل - أي الإمام الحسين - ؟