* الدروس المستفادة هنا : 1 - تقدير الظروف حكمة أخلاقية . 2 - التساهل مع الناس في إطار المباحات أمر هام . E / في المحبة والاحترام والبسالة كان عون ( 1 ) صبيحا مليحا شجاعا ، استأذن أخاه الحسين ( عليه السلام ) فقال له الحسين ( عليه السلام ) : " كيف تقاتل هذا الجمع الكثير والجم الغفير " ؟ ! فقال عون : من كان باذلا فيك مهجته لم يبال بالكثرة والقلة . فبكى الحسين ( عليه السلام ) وأذن له فحمل عون على القوم وقتل مقتلة عظيمة ، فاحتوشه ألفان من القوم ، ففرقهم يمينا وشمالا ، وتخلل الصفوف مقبلا إلى الحسين ( عليه السلام ) وفي رأسه ووجهه جراحات ، فقبله الحسين ( عليه السلام ) وقال له : " أحسنت ، لقد أصبت بجراحات كثيرة فاصبر هنيئة " . قال عون : سيدي أردت أن أحظى منك وأتزود من رؤيتك مرة أخرى ، ولا ينبغي أن أعرض دونك وقد أجهدني العطش ، إئذن لي حتى أرجع وأفديك بروحي . فأذن له ورجع ، وأمر الحسين ( عليه السلام ) بأن يركبوه جوادا غير الذي كان تحته ، فركب وحمل على القوم ، فاعترضه صالح بن سيار ، وكان صالح قد شرب خمرا في عهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فأجرى عليه ( عون ) الحد بأمر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقد كمن حقدا لعون في قلبه ، فانتهز الفرصة ، فرآه جريحا ظمآنا ، وحمل على عون وشتمه ، فأجابه عون وحمل عليه وطعنه برمحه وأورده جهنم . فأقبل إليه أخوه بدر بن سيار فألحقه عون بأخيه ، فحمل خالد بن طلحة بالسيف على عون ، وقد كمن اللعين منه فضربه بالسيف ، فخر عون صريعا قائلا : بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقضى نحبه . ( 2 ) انظر أيها المسلم الحر تقابل الخير والشر ، واستيقن لأحقية الحسين ( عليه السلام ) ومظلوميته . فهل يبقى أقل شك في أن الحسين ( عليه السلام ) كان امتدادا لحركة جده في إتمام مكارم الأخلاق ،
1 - وهو ابن علي ( عليه السلام ) من أسماء بنت عميس ، كما في المصدر المذكور . 2 - معالي السبطين 1 : 429 ، ناسخ التواريخ 2 : 339 .