نام کتاب : مكتبة الطالب 4 - تفسير آيات الغدير الثلاث نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي جلد : 1 صفحه : 10
كمَّمَ الله أفواه قريش في الغدير ، فعصم رسوله صلى الله عليه وآله منهم ! سمح الله تعالى لقريش بأن تشوش على نبيها صلى الله عليه وآله في حجة الوداع ، وتُفهمه بأنها ستعلن الردة إن أوصى بخلافته لعترته ! وتنفست قريش الصعداء برحيله صلى الله عليه وآله بعد حجة الوداع دون أن يطالبها بالبيعة لعلي عليه السلام ! كما سمح لها أن تقول لنبيها صلى الله عليه وآله في مرض وفاته : لا نريد وصيتك ولا عترتك ولا ضمانك لعزتنا وهدايتنا مدى الدهر ، فحسبنا كتاب الله ! لكنه عز وجل قرر أن يبلغها ولاية العترة بعد النبي صلى الله عليه وآله وأن يمنعها من إعلان الردة . هكذا أراد سبحانه ! إن آية العصمة لا تعني أن الله تعالى جعل قريشاً ريِّضةً طائعة ، فقد قال لها الصادق الأمين صلى الله عليه وآله : ( ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا الدين ) . ( أبو داود : 1 / 611 ) . لكنه سبحانه أراد لتبليغه أن يتم ، وللأمة أن تجري عليها سنن الأمم الماضية فتمتحن بطاعة نبيها بعده ، وهذا يستوجب أن تبقى لها القدرة على معصيته ، أما القدرة على الرِّدة في حياته . . فلا . لذلك بعث الله جبرئيل عليه السلام في طريق عودة النبي صلى الله عليه وآله من حجة الوداع يأمره أن ينفذ تبليغ رسالته الآن ، وأنه سيعصمه من قريش ! فأوقف النبي صلى الله عليه وآله المسلمين بعد مسير ثلاثة أيام في حر الظهيرة ، في صحراء ليس فيها كلأ لخيولهم وجمالهم ، ولا سوق يشترون منه علوفة وطعاماً ،
10
نام کتاب : مكتبة الطالب 4 - تفسير آيات الغدير الثلاث نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي جلد : 1 صفحه : 10