ربع قرن ! قال بخاري في صحيحه : 5 / 210 ، نقلاً عن زيد : ( أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر فقال أبو بكر : إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحرَّ يوم اليمامة بالناس ، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه ، وإني لأرى أن تجمع القرآن . قال أبو بكر قلت لعمر كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله ( ص ) ؟ فقال عمر هو والله خير ، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري ورأيت الذي رأى عمر . قال زيد بن ثابت : وعمر عنده جالس لا يتكلم ، فقال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك ( في رواية أحمد : 5 / 188 : غلام شاب ) كنتَ تكتب الوحي لرسول الله ( ص ) ، فتَتَبَّع القرآن فاجمعه . فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليَّ مما أمرني به من جمع القرآن . . فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال ، حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره : لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ . . ) . انتهى . وبالغ زيد في وصف الصعوبات التي واجهها والجهود التي بذلها في جمع القرآن ، حتى أنه جلس هو وعمر على باب المسجد يستعطيان آيات القرآن من المسلمين ! ففي كنز العمال : 2 / 573 : ( لما استحرَّ القتل بالقراء فَرِقَ أبو بكر على القرآن أن يضيع ، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت : أقعدا على باب المسجد ، فمن جاءكما