أن يأخذوا القرآن منهم ! وأعلن أنه ضاع من القرآن أكثره ، وأن ( لجنته ) تبذل جهوداً كبيرة لجمعه من الناس والمكتوبات . . الخ . لكن القرآن الذي تجمعه اللجنة العتيدة لم يَرَهُ المسلمون ، بل خبأه لهم عند أمهم حفصة ولم يُطلع عليه أحداً وكان يواصل جمعه وتنقيحه ، حتى أحرقه مروان يوم وفاة حفصة ، والحمد لله ! فالحمد لله الذي جعل الأعمال والنظريات المنافية لحفظ كتابه حبراً على ورق ، وهواءً في شبك ! وساعد الأمة على تجاوز تلك الظروف الخطيرة على نص القرآن ، والتي استمرت بضع عشرة سنة وسببت اختلاف الأمة في نصه ، حتى نهض الغيارى على الإسلام ، وكتبوا نسخته على نسخة علي عليه السلام كما ستعرف ، فتجلَّت فاعلية قوله تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ . ( الحجر : 9 ) * *