والاشتغال بتطهيرها من شوب الأخلاق والأحوال غير المناسبة للمطلوب . . فالأعمال والمجاهدات والإرتياضات الدينية ترجع جميعاً إلى نوع من الاشتغال بأمر النفس . . . فظهر بهذا البيان أن الأديان والمذاهب على اختلاف سننها وطرقها تروم الاشتغال بأمر النفس في الجملة ، سواء علم بذلك المنتحلون بها أم لم يعلموا . . . إياك أن يشتبه عليك الأمر فتستنتج من الأبحاث السابقة أن الدين هو العرفان والتصوف ، أعني معرفة النفس كما توهمه بعض الباحثين من الماديين . . . . والتأمل العميق في جميع الأديان والنحل يعطي أنها مشتملة نوع اشتمال على هذا الروح الحي حتى الوثنية والثنوية ، وإنما وقع الاختلاف في تطبيق السنة الدينية على هذا الأصل والإصابة والخطأ فيه . . . واعلم أن عرفان النفس بغيةٌ عملية لا يحصل تمام المعرفة بها إلا من طريق السلوك العملي دون النظري . . . ) . انتهى . نقد هذه الدعوة ما ذكره قدس سره من الطريقين لمعرفة الله تعالى : النظر في الآفاق والنظر في الأنفس ، مطلبٌ شائع بين العرفانيين والمتصوفة ، والظاهر أنهم أخذوه من قوله تعالى : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الأفَاقِ وَفِى أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ . والبحث فيه متشعب ، نكتفي منه بملاحظات : 1 - مما يدل على أن معرفة الله تعالى لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق الأئمة المعصومين عليهم السلام : أن الله تعالى عندما أرسل نبيه صلى الله عليه وآله